السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

التاريخ يقول: بلدية إسطنبول بوابة العبور لحكم تركيا

الرئيس نيوز

أردوغان بدأ منها صعوده السياسي.. جول تخرج في جامعتها.. وأتاتورك أنهى قداستها وتوفيّ فيها

كي تقود البلاد من أنقرة يجب أن تمر على إسطنبول.. هكذا يقول التاريخ في تركيا، ما يؤكد أهمية المدينة الكبرى التي كانت قديمًا عاصمة الدولة العثمانية لأكثر من خمسة قرون.

معركة انتخابية محتدمة دارت أحداثها على رئاسة بلدية المدينة بالأمس، بين مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم، رئيس الوزراء السابق، وبين منافسه أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري الديمقراطي.

النتيجة التي حسمها إمام أوغلو كانت ضربة قوية لحزب الرئيس رجب طيب أردوغان، نظرا لما تتمتع به إسطنبول من ثقل سياسي واقتصادي وثقافي.

لغة التاريخ تعزز أيضًا من هذه الأهمية، إذ كانت إسطنبول أكثر من مرة "مفرخة" للحكام الأتراك الذين يقودون البلاد من أنقرة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يثير التفكير في إمكانية أن يصعد منها العمدة الجديد إمام أوغلو إلى الحكومة أو الرئاسة في أنقرة العاصمة.

نبدأ من رجب طيب أردوغان، وهو مولود في المدينة، ويعد من أشهر عمدها، إذ انتخب رئيسًا للبلدية من عام 1994 إلى 1998 عن حزب "الرفاه" الإسلامي، قبل أن يؤسس مع رفيق دربه عبد الله جول حزب "العدالة والتنمية" الذي يقود البلاد منذ العام 2002.

"جول" نفسه، الذي انتخب رئيسًا للجمهورية التركية من العام 2007 إلى 2014، جاء من ذات المدينة، إذ تخرج في كلية الاقتصاد جامعة إسطنبول في العام 1972. وحتى عندما ألقي القبض عليه في شبابه فإنه قضى شهورا في سجن شهير في المدينة اسمه "متريس".

أحمد داود أوغلو، وهو الضلع الآخر المهم في حزب "العدالة والتنمية" تلقى تعليمه الثانوي في إسطنبول، ولاحقا أصبح وزيرًا للخارجية ورئيسًا للحكومة.

نفس الأمر بالنسبة لبن علي يلدريم، الذي درس العمارة البحرية وهندسة المحيطات بجانعة إسطنبول الفنية، ثم أصبح مديرًا لشركة العبارات السريعة بالمدينة في فترة عمدية أردوغان لها، قبل أن يُنتخب نائبًا للمدينة عن الحزب الحاكم.

إذا رجعنا إلى الورءا في الزمن أكثر، فإن إسطنبول لعبت دورا في حياة مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك، وذلك أثناء معاركه مع جيش الحركة الوطنية التركية التي قامت بعد الحرب العالمية الأولى، وكان قد دخل المدينة في التاسع عشر من عام 1909، وذهب إليها أيضا إبان حرب البلقان في العام 1912.

بخلاف ذلك، فإن أتاتورك توفي في المدينة، ومنها خرجت جنازته الكبيرة في العام 1938، إلى العاصمة أنقرة، حيث دُفن.