الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"الرئيس نيوز" يرصد .. معركة تكسير العظام فى "إدلب"

الرئيس نيوز

يجمع الكثيرين على حتمية معركة إدلب على اعتبارها ملحمة الحسم التي لم يتضح توقيتها بعد، إلا إن قيادات عسكرية سورية استبعدوا اندلاعها في الوقت الراهن، معتبرين إن قرارها مرهون بنتائج التفاوض السياسي لإفساح المجال للمقاربات المحلية التي تحظى بغطاء إقليمي ودولي شرعي .

رؤية معقدة ...

يعتقد الباحث السياسي السوري  محمد العمري إن الوضع في إدلب أصبح أكثر تعقيداً مما سبق لعدة أسباب منها أن الجانب التركي ما زال يراوغ من خلال الذهاب إلى إنصاف الحلول والدليل على ذلك تسير الدوريات التركية داخل مناطق خفض التوتر قبل تنفيذ بنود الاتفاق من حيث سحب السلاح الثقيل وإخراج المسلحين .

مبيناً في تصريحه لموقع " الرئيس نيوز" أن الجانب التركي يسعى إلى المزيد من الوقت لمقايضة إدلب بشمال شرق سوريا والضغط على روسيا ، لافتاً إلى التخبط  الموجودة بين صفوف جبهة النصرة فقسم منهم مؤيد للجانب التركي وأخر متحفظ وقسم رافض وبالتالي فأن هذه الفوضى ستؤدي إلى قيام المسلحين باستهداف الدوريات الروسية في حال تسيرها بالمنطقة وهذا سيكون له انعكاسات سلبية لأنه سيحصل نوع التصعيد.

وبحسب العمري فأن تركيا حاولت منذ بداية الحرب على سوريا أن تكون هي الرابح الأكبر والمستفيد الأكثر، نتيجة تأثيرها في المجموعات المسلحة وامتلاكها لورقة الجغرافية الحدودية، هي اليوم أمام تحد وجودي مصيري ضمن ثلاثة مسارات أو سيناريوهات: إما مراجعة سياستها والتنسيق مجدداً مع الأطلسي ودوله الأوروبية التي بدأت تغازل أنقرة نظراً لتأثيرها في المجموعات كافة في الشمال السوري، وباعتبار تركيا امتداداً لجغرافية أمنها القومي.

 السيناريو الثاني يتمثل في استمرار أنقرة في التوجه شرقاً والتوصل لصياغة تفاهمات إقليمية مع موسكو وطهران بالإضافة للصين للتخلص من العقوبات الأمريكية وإيجاد فضاء اقتصادي وحيوي لأنقرة بعد تعرض اقتصادها لانتكاسة

أما السيناريو الثالث وهو من السيناريوهات المرجحة نتيجة التهور التركي، على حد وصفه "فيكمن في أن تشهد تركيا عزلة ومقاطعة إقليمية ودولية إن أصرت على سياسة الابتزاز في علاقتها مع الجميع وارتداد الإرهاب عليها، إدلب التي توصف بأنها آخر المعارك العسكرية ضد وكلاء المشروعات الغربية ستحمل معها ارتدادات جيوسياسية مؤثرة حسب طبيعة الصراع أو التفاهمات بين الأطراف المتصارعة حول إدلب.

 

سياسة كسر العظم ...

أما من وجهة نظر المعارضة السورية فأن المعطيات الحالية تحتاج إلى إجراءات سريعة عبر حل التنظيمات المصنفة «إرهابياً» بداية والتي يجب أن تكون موازية لحل جميع الميليشيات العاملة في سوريا لاسيما تلك المذهبية، لأن بقاءها يعني استمرار الاستقطاب المذهبي

.حيث يؤكد الباحث السياسي أيمن الدسوقي في تصريحه لموقع " الرئيس نيوز"  إن الوضع في إدلب مرهون بنتائج التفاوض السياسي، فإذا ما كان هنالك تفاهمات مشتركة فهذا سوف يعزز من التوصل لصيغة حل ما، على إيقاع أصوات الرصاص والقنابل، أما عدم التوافق فيعني أن يلجأ كل طرف إلى سياسة كسر العظم، وبمقدار ما يكون الموقف الداخلي بإدلب موحداً فذلك سيدفع الطرفين الروسي والنظام للتفكير بحجم الكلف العالية لأي عمل لهم

وبحسب الدسوقي ، فأنه لحل التنظيمات الجهادية يجب أن يتبع برامج لإعادة تأهيل المقاتلين المحليين المنضوين ضمنها، وتمييزهم عن المقاتلين الأجانب ممن يتوجب العمل مع الأطراف كافة على إيجاد حل لمسألة تواجدهم في سوريا، لافتاً إلى أهمية دعم فصائل المعارضة الموسومة بالمعتدلة يجب إيجاد مظلة شرعية محلية ركيزتها الأساسية المجالس المحلية «مؤتمر عام»، يهدف إلى إدارة المنطقة.

المعركة قادمة ...

بالعودة إلى الطرف النقيض جزم المحلل السياسي بسام البني، انه لا بديل عن المعركة في إدلب، وعودة المنطقة إلى سيادة الدولة السورية، إما الحديث عن حل سياسي برأيه فهو «ضرب من المستحيل لان ادلب تجمع كل المتطرفين ممن رفضوا رمي السلاح ومصالحة الدولة، وأصبحت بؤرة لا يمكن ان تسري عليها اتفاقيات درعا وغيرها وهو ما يجبرنا على الحلول العسكرية

و بحسب البني الحل الوحيد هنا أمام النصرة ترك السلاح والذهاب إلى الحياة المدنية والضياع بين المدنيين، إما التشكيلات المعارضة فهي إما خيار الإعلان عن استعدادها للانضمام إلى الجيش السوري تحت ضمانة تركية من أجل ملاحقة ومحاربة الخلايا النائمة بعد أن تعود إدلب إلى السيادة السورية.

إدلب تتصدر المشهد ...

وتبقى محافظة إدلب أصعب من باقي المحافظات السورية، فهي تجمع سكاني كثيف، وبلا شك فإن المعركة المقبلة ستكون صعبة بسبب تواجد السكان المدنيين، فالحل السياسي ما زال ممكنا إذا توصلت الأطراف إلى تفاهمات من شأنها أن تؤدي إلى تسويات في الشمال السوري، ومن هنا تبقى إدلب تتصدر المشهد السوري، وأمماها الفرصة الأخيرة من أجل ترجيح الحلّ السياسي من خلال التوصل إلى تفاهمات دولية حول وضع إدلب، لكن في هذه المرحلة لا يستبعد السيناريو العسكري من خلال عملية عسكرية في محافظة تشهد تدهورا أمنيا..