البشير: مطالب السودانيين مشروعة لكن البعض حاول استغلالها

في محاولة منه لاحتواء الغضب السوداني المتصاعد، جراء الضغوط الاقتصادية المتزايدة، قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن التحديات الاقتصادية أثرت على قطاعات من الشعب دفعته للخروج للتعبير عن مطالب مشروعة، لافتاً إلى أن البعض قام باستغلالها والقفز عليها، لتحقيق أجندة إقصائية لبث سموم الكراهية، ودفع البلاد إلى المجهول.

وأضاف البشير ـ الذي خرجت تظاهرات كبيرة تطالبه بالرحيل خلال الأسابيع السابقة ـ أن أولئك لم يلتزموا بالضوابط القانونية في التجمع والتظاهر، وأحدثوا خللاً في النظام العام، وبعضهم أتلف بعض الممتلكات، حسب ما نقلت عنه شبكة "الشروق" السودانية.

أكد البشير ـ خلال كلمته في بداية انعقاد الدورة التاسعة للهيئة التشريعية القومية السودانية، اليوم الاثنين ـ أن وعي الشعب واعتصامه بحماية أمنه ومكتسباته وعدم انجراره وراء دعوات الكراهية والإقصاء حتم عليه الدعوة لخارطة طريق لانتقال سياسي، يرتكز على حوار واسع ملتزم بالدستور، بجانب اتخاذ قرارات وتدابير عاجلة، تمثلت في حل الجهاز التنفيذي، وتشكيل حكومة المهام الجديدة وإعلان حالة الطوارئ، انطلاقاً من واقع مسؤوليتنا الوطنية ومهامنا الدستورية.

وأشار الرئيس السوداني إلى أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من القرارات والتدابير التي تعزز مسار الحوار وتهيئ الساحة الوطنية لإنجاز التحول الوطني المنشود، بغية خلق بيئة صالحة تتحد فيها جهود الجميع لتعبئة المجتمع، وتوجيه طاقاته نحو الإنتاج، خاصة في الزراعة والتعدين والصناعات التحويلية، حسب ما نقلت عنه شبكة "الشروق" السودانية.

وطالب الرئيس عمر البشير، مجلس وزراء حكومة المهام السودانية، بإثبات أن البلاد تزخر بالكفاءات لتجاوز التحديات الاقتصادية، موجهاً باتخاذ تدابير صارمة لهيكلة الدولة وفرض هيبة القانون، وجدد التزامه  بمحاربة الفساد والمفسدين، ودعا إلى تشكيل حاضنة قومية تسع الجميع، قائلاً:"أدعو القوى السياسية والاجتماعية كافة، للانضمام إلى الحوار الوطني وفقاً لتدابير وإجراءات يتم الاتفاق عليها مع كل الفاعلين في الساحة السياسية والاجتماعية، لتشكيل وتأسيس حاضنة قومية جامعة تسع الجميع".

أضاف البشير خلال خطابه، أن التحولات التي شهدتها البلاد في المسارات السياسية والبنيات الهيكلية للدولة تشكل قاعدةً صالحةً للبناء ومظلةً واسعة بها مساحة تمكن الجميع من الحوار من أجل إعلاء مصلحة الوطن، خاصة شريحة الشباب، الذين أثبتوا أنهم المتغير الاجتماعي والسياسي المتجدد والواعد في هذه الأمة، موجهاً الحكومة وحكام الولايات بتوفير التمويل لمشروعات الشباب، حسب ما نقلت عنه شبكة "الشروق" السودانية.

وجدد البشير ثقته في الهيئة التشريعية القومية، في القيام بواجباتها بأمانة الرقابة والتوجيه للجهاز التنفيذي، خاصة أن هذه الدورة تأتي في ظل رغبة وطنية عارمة في الإصلاح.

يذكر أن الهيئة التشريعية القومية في السودان، أعلنت في 25 مارس الماضي، عقد دورتها الجديدة، في الثالث من شهر إبريل الجاري، ولكن الهيئة اتخذت قراراً بعقد الجلسة في الأول من الشهري الجاري، دون الإعلان عن تفاصيل.

وأكدت الهيئة التشريعية في بيان، أن الرئيس السوداني عمر البشير، سيلقي خطاباً في الجلسة الافتتاحية بالبرلمان، بشأن السياسة العامة للبلاد مستقبلاً والتحديات التي تواجه المرحلة الحالية.

كان البشير ألقى خطاباً رئاسياً يوم 22 فبراير الماضي، أعلن خلاله فرض حالة الطوارىء في البلاد لمدة عام، ودعا البرلمان إلى تأجيل النظر في التعديلات الدستورية، التي كانت تتيح له خوض انتخابات الرئاسة لعام 2020، كما دعا المعارضة إلى حوار شامل.