الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"أولئك آبائي فجئني بمثلهم".. كيف تفاخر أحمد عرابي بنسبه "العربي المصري" لآل البيت؟

الرئيس نيوز

في مثل هذا اليوم قبل نحو 170 سنة، وُلد أحمد عرابي، أول ضابط مصري يصل لمراتب متقدمة في الجيش الذي كان يسيطر عليه في القرن التاسع عشر الأتراك.

 

وُلد "عرابي" الذي قاد أيضًا أول ثورة مصرية ضد حكم أسرة محمد علي، في 31 مارس 1841، والتحق بالجيش وترقى في مناصبه العسكرية بسرعة لافتة بفضل نظام الامتحانات الذي كان معمولًا به وقتها، ليصل إلى رتبة قائمقام (عقيد) وهو دون العشرين سنة، وهو أول مصري يُمنح هذه الرتبة.

 

يُعرف عرابي في الموروث الشعبي على أنه الفلاح الذي وقف في وجه سلطة الأسرة العلوية، إذ نشأ في قرية صغيرة بمحافظة الشرقية لأب واعظ كان يشغل منصب العمدة.

 

في فبراير عام 1953، بعد أشهر قليلة من قيام ثورة 23 يوليو، صدرت مذكراته بعنوان "مذكرات أحمد عرابي"، عن دار "الهلال"، وقدم لها اللواء محمد نجيب رئيس تنظيم الضباط الأحرار الذي احتفى وأعاد سيرة الفلاح المصري مجددًا، بحكم تلاقي المرجعية العسكرية للثورتين.

 

في هذه المذكرات يكشف أحمد عرابي عن نسبه كاملًا والذي يقول إنه يعود للإمام الحسين. وننقل هنا ما كتبه نصًا في الفصل الأول تحت عنوان "نسبي الشريف:

 

"أنا السيد أحمد عرابي بن السيد محمد عرابي بن السيد محمد وافي بن السيد محمد غنيم بن السيد إبراهيم بن السيد عبد الله بن السيد حسن بن السيد على بن السيد سليم بن السيد إبراهيم بن السيد سليمان بن السيد حسين بن السيد علي بن السيد حسن بن السيد إبراهيم مقلد بن السيد محمود بن السيد أحمد بن السيد حسن السجاعي بن السيد صالح بن السيد صالح البلاسي بن السيد علي بن السيد عبد الرحمن بن السيد عمر بن السيد عبد الرحمن بن السيد علي بن السيد صالح الأكبر بن السيد محمد بن السيد علي الحافظ بن السيد قاسم بن السيد عبد السميع بن السيد عبد الفتاح بن السيد حسين الأصغر بن الإمام علي الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي الزاهر زين العابدين بن الإمام الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم بن الإمام علي كرم الله وجهه".

 

ويشير "عرابي" في وسط كلامه عن شجرة عائلته إلى أن صالح البلاسي هو أول من جاء إلى مصر من أجداده، إذ ينتسب إلى قرية صغيرة في العراق اسمها "بلاس"، ثم تزوج السيدة صفية شقيقة السيد أحمد الرفاعي الصيادي، ليتفرع النسل إلى أن يصل إلى "عرابي" بعد سنوات طويلة.

 

واللافت أن "عرابي" بعد أن أورد القائمة الكاملة لشجرة عائلته استعان ببيت شعر شهير للشاعر الجاهلي الفرزدق يقول فيه: "أولئك آبائي فجئني بمثلهم.. إذا جمعتنا يا جرير المجامع"، دون أن يشير إلى أن هذا من قبيل الفخر المجرد أم الرد على خصوم سياسيين.

 

لكننا نلاحظ في مقدمته لمذكراته قوله أنه صدّر الكتاب بالحديث عن نسبه "ليعلم أني عربي شريف الأرومة، مصر الموطن والنشأة والتربية، وهاك نشأتي المتصلة بسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم".

 

ويبدو أنه كان يعزز بذلك فخر المصريين به كثائر منهم على أبناء الطبقة الحاكمة من أسرة محمد علي، وما يؤيد ذلك أنه وقع مقدمة مذكراه كالتالي "أحمد عرابي المصري".

 

ثم يتحدث باختصار عن نشأته وتربيته في صفحة واحدة، قبل أن يبدأ في سرد وقائع رحلته في الجيش إلى لحظة وقفته الشهيرة في ميدان عابدين أمام الخديوي توفيق.