الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

غابت مصر في الأولى وانسحب القذافي من الثانية.. ماذا حدث عندما انعقدت القمة بتونس؟

الرئيس نيوز

استضافتها مرتين طوال تاريخها الأخيرة قبل 15 سنة.. وكانت المقر البديل للجامعة طوال 10 سنوات

 رغم أنها لم تستضف أعمال القمة العربية كثيرًا على أراضيها - رغم أنها كانت مقرًا لها طوال نحو عشر سنوات- فإن تونس كانت شاهدة على دورتين ساخنتين لاجتماع القادة العرب، مضمونًا أو شكلًا.

 تونس تحتضن الأحد المقبل مؤتمر القمة العربي الثلاثين، وسط أجواء عربية هادئة نسبيًا، لكنها مثقلة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بهضبة الجولان السورية المحتلة أرضًا إسرائيلية.

لكن لنعد إلى الوراء عدة سنوات لنعرف ماذا حدث عندما استضافت تونس الاجتماع العربي السنوي على أراضيه.

التاريخ يقول إن العرب اجتمعوا على أرض تونس مرتين طوال تاريخ القمة العربية، فصلت بينهما 25 سنة كاملة، وكانت آخرهما منذ 15 سنة.

1979.. مصر خارج الجامعة العربية للمرة الأولى

 في سبتمبر 1979 وقع الرئيس الراحل محمد أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، أتبعها بمعهادة السلام في مارس من العام التالي، لتبدأ بذلك مرحلة خرجت فيها مصر من القمة العربية لمدة عشر سنوات.

 عقب توقيع المعاهدة اجتمع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية والاقتصاد والمال في دورة غير عادية ببغداد من 27 إلى 31 مارس 1979 وقرروا سحب سفرائهم من مصر، واعتبار تعقليق عضورية القاهرة بالجامعة نافذا من تاريخ توقيع معاهدة السلام، وحرمانها من كل الحقوق المترتبة على عضويتها.

 ولأن القاهرة تحتضن مقر الجامعة منذ تأسيسها في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، كان على المجتمعين البحث عن بلد بديل لنقر المقر إليه.

هنا استقر الرأي على تونس التي ستشهد أيضًا القمة التالية مباشرة في نوفمبر من نفس العام.

 بناء على ذلك، تقرر نقل هيئات ولجان وموظفي ووثائق الجامعة من مبنى الجامعة في محيط ميدان التحرير بالقاهرة إلى العاصمة التونسية.

 في 20 نوفمبر اجتمع القادة العرب دون وجود كرسي مصر للمرة الأولى، وكان رئيس الدورة الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة.

 كانت قمة فاصلة في تاريخ المنظمة العربية، جرى التأكيد فيها على أن "الصراع مع إسرائيل طويل الأمد، وهو عسكري وسياسي واقتصادي وحضاري"، مع تجديد الإدانة العربية لاتفاقيتي كامب ديفيد، واستمرار مقاطعة نظام الرئيس السادات.

 ظل الوضع هكذا حتى حدثت الانفراجة بعد تسع سنوات بالضبط، عندما اعتبرت قمة الأردن 1987 أن قرار مقاطعة مصر قرار فردي لكل دولة وليس من اختصاصات الجامعة العربية، وكان ذلك تمهيدًا لعودة القاهرة إلى الجامعة، عندما قرر مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية فيمارس 1990 بتونس إعادة مقرها إلى القاهرة بدءًا من دورة سبتمبر 1990 التي احتضنتها القاهرة بعد غياب.

 2004.. انسحاب مثير للقذافي وحضور متواضع

 من بين ثلاثة عشر رئيسًا عربيًا تحلقوا حول مائدة الاجتماعات الشهيرة في تونس، كان العقيد معمر القذافي، رئيس الجماهيرية الليبية، يتململ على كرسيه، ويدور بجسده يمينًا ويسارًا، ثم يرفع رأسه وينظر للسقف، قبل أن ينهض من مكانه ويترك الاجتماع عندما كان الأمين العام للجامعة العربية آنذاك عمرو موسى يلقي كلمته، اجتجاجا على الحال العربي الذي لم يكن يكف عن انتقاده بطرق خارج البروتوكول والقواعد الدبلوماسية.

ذلك المشهد شهدته تونس عندما احتضنت القمة العربية للمرة الثانية في تاريخها عام 2004، والتي شهدت تمثيلا ضعيفًا من المستوى الأعلى للقادة.

 اللافت أن هذه الدورة التي ترأسها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، شهدت جدلا حول إمكانية عقدها في تونس بعد تأجيلها من شهر مارس إلى مايو بسبب توترات سياسية في الأجواء العربية، وتأخر في الترتيب المسبق لها.

 القاهرة وقتها برئاسة الرئيس الأسبق حسني مبارك عرضت استضافة القمة على أراضيها تحسبًا لعدم استعداد تونس للدورة، لكن ما حدث في النهاية هو اجتماع القادة العرب في دولة الشمال العربي.

 سياسيًا، كانت الأجواء العربية مثقلة بواقع لال الأمريكي للعراق في مارس 2003، والقضية الفلسطينية ومطالبات الإصلاحات السياسية بجانب إعادة النظر في إصلاح الجامعة نفسها، وهي الموضوعات الأربعة التي كانت محور مناقشات الدورة.

 مرت القمة هادئة إجمالًا، عدا مشهد انسحاب العقيد الليبي، لكنها لم تتوصل لقرارات مؤثرة فيما يخص القضايا الراهنة آنذاك.