الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

يتغيرون يوميًا ولا يقتربون من الجناح الخاص.. كيف كان "طاقم الحراسة" في عهد الملك فاروق؟

الرئيس نيوز



يترأسه 3 ضباط من جهات مختلفة.. إراحة الجنود في البرد القارس.. وخط اتصال مباشر مع الملك


الحرس الخاص لرأس الدولة في أي بلد يكون منتقى من أفضل العناصر الأمنية، نظرًا لأن أفراده يكونون أقرب الناس إلى الرئيس أو الملك، يرافقونهم كالظل، لحمايتهم، دون وضع أي شيء آخر.
في الوقت الحالي نشاهدهم في المواكب أو التنقلات ببذلاتهم الرسمية ونظاراتهم السوداء وأجهزة اتصالات فيما بينهم، لكن ماذا عن طاقم الحراسة في مصر أيام الملكية؟
مجلة "المصور" في عددها الصادر يوم 30 يناير 1938، تكشف لنا كل التفاصيل عن الحرس الخاص للملك، من حيث عددهم وطريقة التأمين، ومهامهم.
في البداية، كان عدد القوات التي تتولى هذه الحراسة يختلف باختلاف الظروف، فيكون عاديا إذا كان الملك في "قصر القبة" أو "رأس التين"، فإذا انتقل جلالته إلى "عابدين" أو "المنتزه" زيد هذا العدد تبعا لاتساعهما واتساع المنطقة التي يعهد إلى الحرس في حراستها.
في تلك الفترة كان طاقم الحراسة يسمى "قرقول الحرس"، ويتكون من ثلاثة ضباط، أحدهم هو الياور الملكي "النوبتجي" والثاني من ضباط "الحرس الملكي"، والثالث من "بوليس السرايات".
هؤلاء الضباط لهم جناح خاص في كل قصر ملكي يقضون فيه نوبة الحراسة، مجهز بأثاث وأماكن للنوم عند تبديل الحراسة ليلا، ويتصل بالجناح الملكي الخاص مباشرة بخط هاتف يكون دائما إلى جانب الياور النوبتجي، الذي يكون مسماه الوظيفي "قومندان القرقول"، وهو المسؤول الأول عن حراسة الذات الملكية وتلقي أوامرها في أثناء الليل، بينما يتولى الضابطين الآخرين المرور على أفراد الحراسة.
تبلغ مدة نوبة الحراسة 24 ساعة للضباط، إذ يذهبون إلى القصر في الصباح ولا يغادرونه إلا في صباح اليوم  التالي،بعكس الجنود الذين تبلغ نوبتهم 4 ساعات فقط، وقد تقصر في حال اشتداد البرد، فعندها يجري استبدالهم بآخرين.
ويجري تغيير نوبة الحراسة في تمام العاشرة صباحًا من كل يوم صيفًا، وفي الحادية عشر صباحًا، ويتم هذا على وقع الموسيقى، في حديقة القصر الفسيحة.
ويتمركز أفراد الحراسة في القصر الملكي عند المداخل والممرات، والحديقة التي يتولى حراستها عدد وافر من الخفراء النزاميين.
لكن ماذا عن الأجنحة الخاصة داخل القصر، حيث يعيش الملك أو الأميرات؟
هذه تكون خالية من الحرس الذين يكتفون بالوقوف بعيدا عنها، لكن في أوضاع تضمن حراسة هذه الأماكن بشكل وافٍ.
وتخلتف مهام كل جهة تشترك في الحرس الخاص للملك، فـ"بوليس السراي" مثلا يقتصر دوره على فحص أوراق الراغبين في دخول القصر والتأكد من هوياتهم وتفتيشهم أو تفتيش أغراضهم إذا اقتضى الأمر.
كما أن من مهامه التحقيق في الحوادث الطارئة في المكان، مثل السرقات أو الحرائق أو الإصابات، ويحق له التصرف فيها إن كانت من اختصاصه أو إحالتها إلى قسم البوليس المختص لتولي التحقيق.
في حين تنحصر مهمة "الحرس الملكي" في الحراسة فقط، ونادرا ما يستدعى لمعاونة أفراد "بوليس السراي" في أي حادث طارئ من المهام التي يؤديها.
أما عن الزي الرسمي للحرس، فكان، كما يظهر في الصور، البدلة العسركية والطربوش على الرأس، بجانب سلاح التأمين لكل فرد.
وإجمالا، يدخل في نطاق طاقم الحرس الملكي تأمين المساجد والأماكن التي يرتادها الملك، لتأمينه بشكل أدق وأقرب إلى جانب ما يقوم به أفراد البوليس العاديين في مثل تلك الجولات.