الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مسئول أمريكي: سيادة إسرائيل على الجولان هدية انتخابية تضعف موقفنا

الرئيس نيوز

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه الاعتراف بسيادة إسرائيل على منطقة "الجولان السورية المحتلة"، زادت مخاوف مسئولين أمريكيين من أن لا تكون لواشنطن أي فرصة لكي تكون وسيطاً فعالاً وصادقاً في مباحثات السلام بين الفلسطيين والإسرائيليين، في حين اعتبر مسئولون أمريكيون أن القرار يضعف المنوقف الأمريكي أمام دول مثل روسيا وكوريا الشمالية وإيران.

حيث تباينت ردود الفعل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بين مؤيد ومعارض، بعد اعتزام الرئيس الأمريكي الاعتراف بسيادة إسرائيل على منطقة "الجولان السورية المحتلة"، خلال الأسبوع الجاري، بالتزامن مع الزيارة التي يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل، وفقاً لوكالة "أسوشيتدبرس".

ففي حين عبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن اعتقاده أن الرب أرسل ترامب لينقذ إسرائيل، كشف مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أمس الجمعة، أن مسؤولين أمريكيين يعدون وثيقة رسمية باعتراف واشنطن بسيادة إسرائيل على الجولان.

وبحسب وكالة "رويترز"، فقد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرئيس ترامب بأنه صنع التاريخ بعد قراره بسيادة إسرائيل علي جولان المحتلة منذ عام 1967، وبذلك سيكون بمثابة تحول كبير في السياسة الأمريكية، يوفر دفعة قوية لنتنياهو في منتصف حملته لإعادة انتخابه.

في المقابل، اعتبر ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية، والذي عمل سابقاً في وزارة الخارجية، قرار ترامب باعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان المحتلة، يعكس عقوداً من السياسة الأمريكية. وقال ريتشارد هاس خلال مقابلة مع المذيعة راشيل مارت في شبكة "ان بي آر" الأمريكية: "قرارات ترامب تجعل فرص الولايات المتحدة ضئيلة لكي تكون وسيطاً فعالاً وصادقاً، ومحاولة التفاوض على أي سلام بين الإسرائلييين والفلسطينيين أعتقد أنه تم القضاء عليها تماماً".

أوضح ريتشارد مباديء الولايات المتحدة ورفضها الاستيلاء علي الأراضي بشكل غير شرعي، قائلاً: نحن نؤمن بشدة بفكرة أن الأرض يجب ألا يتم الاستيلاء عليها أو الاستيلاء عليها باستخدام القوة، كان هذا هو الأساس، على سبيل المثال، لما فعلناه عندما غزا صدام حسين الكويت عام 1990، وكان أساساً لمعارضتنا لما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القرم، ولكن يبدو أن ما نفعله هنا هو قبول فكرة أن إسرائيل يمكن أن تحصل رسمياً على الأراضي التي اكتسبتها خلال الحرب".

ورداً علي سؤال حول كيف يتعلق اعتراف ترامب بسيادة القدس بالأمن الإقليمي لإسرائيل كما قال ترامب؟، أشار ريتشارد إلى أن وضع الجولان في موقع مرتفع يعطيها ميزة لمهاجمة إسرائيل بشكل جيد، ففي عام 1967 استخدم السوريون مرتفعات الجولان لضرب المستوطنات الإسرائيلية، وأيضاً في عام 1973 قاموا بالشيء نفسه، فالطبيعة الجغرافية تعطي ميزة كبيرة للجولان، وفي حقيقة الأمر لا يوجد أحد يضغط على إسرائيل بالمطالبة لإعادة الجولان.

وتابع ريتشارد، أنه لا يمكن الضغط بالمطالبة باسترداد الجولان إلا في وجود حكومة سورية معقولة، مستعدة للتفاوض والعيش بسلام مع إسرائيل، وحكومة بشار الأسد لا يمكنها فعل ذلك، وقرار ترامب باعتراف سيادة إسرائيل للجولان لا يغير شيئا لأن أراضي الجولان في أيدي إسرائيل، ويمنحها السلطة الأمنية التي تحتاجها، ولكن الذي تغير بقرار ترامب هو الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة.

يرى ريتشارد أن اعلان ترامب بمثابة هدية سياسية لبنيامين نتنياهو قبل الإنتخابات التي تعقد في التاسع من أبريل المقبل، وهدية لترامب أيضاً لأن الأمريكيين من مؤيدي إسرائيل سيعجبهم القرار.

وعندما سئل ما إذا كان قرار ترامب سيبرر الأعمال العدوانية الأخرى مثل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم"، قال ريتشارد: بالطبع، لا يوجد الكثير من النظام في العالم هذه الأيام، العالم مملوء بالفوضي، يجب ألا تستخدم قوة دولة عسكرية لتغيير الحدود لتهديد سيادة الدول الأخرى، وهذا ما فعله بوتين ضد اوكراينا.

 

وأضاف ريتشارد: لذلك فكرة حصول إسرائيل على الأراضي التي استولت عليها في الحرب وحصولها عليها بشكل دائم، يضعف موقفنا السياسي والقانوني والأخلاقي لإخبار أي دولة أخرى، سواء كانت روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية أو إيران، أنه لا يمكنك استخدام القوة العسكرية لتغيير طريقة رسم الخرائط.