الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

واشنطن بوست: ترامب ليس مسؤولاً عن هجوم نيوزيلندا لكنه عزز التعصب من أقوى منبر في العالم

الرئيس نيوز

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالاً للكاتب ماكس بووت في صفحة "الرأي"، تحت عنوان "ليس كل الإرهاب يعامل بالتساوي"، أعرب فيه كاتبه عن شعوره بالحزن بسبب مذبحة نيوزيلندا التي وقعت ضد مصلين مسلمين في مسجدين بكرايستشيرس، وشعر بنفس شعور الأسي الذي شعر به تجاه حادث إطلاق النار على كنيس في بيتسبرج.

يقول بووت إن جميع أعمال الإرهاب وقتل الأبرياء أمر مكروه، ويزداد سوءاً عندما يتم اختيار الضحايا بسبب لون بشرتهم أو عرقهم أو جنسهم أو معتقداتهم الدينية، أو بمعنى آخر عندما تكون هذه الجرائم  بسبب كراهية متجذرة لأمراض متوارثة للأجيال، وتهدف هذه الهجمات إلى إدامة أخطر أشكال الكراهية المعروفة للبشرية، وهي نفس نوع الكراهية الدينية التي أنتجت حرب الثلاثين عاماً مثلما أنتجت الهولوكوست، ومذبحة سريبرينيتسا.

ومع ذلك يقول الكاتب فإننا لا نتعامل مع جميع جرائم الكراهية على قدم المساواة، منذ عقود من الزمان ركزنا بشكل مفهوم على هجمات المتطرفين المسلمين، ويشدد الكاتب، قائلاً:  "بشكل مفهوم لأن الحادي عشر من سبتمبر كان أسوأ هجوم إرهابي على الإطلاق وكان مجرد مقدمة للأهوال، وفكر في كل هذه السيارات المفخخة التي يقودها الإرهابيون السنة في العراق إلى حشود من الشيعة، أو من قبل الإرهابيين البشتون في أفغانستان إلى حشود الهزارة، أو فكر في محاولة "تنظيم الدولة" للإبادة الجماعية ضد اليزيديين. لقد ارتكبت العديد من الفظائع الرهيبة باسم الإسلام في العقود الأخيرة، ووقع العديد من الحوادث ليس فقط في كابول أو بغداد ولكن أيضًا في باريس وأورلاندو".

يشير الكاتب إلى أن التركيز على العنف الإسلامي يجب ألا يصرف انتباهنا عن التهديد المتزايد للعنف اليميني، مشيراً إلى أن الحادي عشر من سبتمبر هو الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة، وثاني أسوأ هجوم كان تفجير تيموثي ماكفي عام 1995 لمبنى أوكلاهوما سيتي الفيدرالي، الذي أسفر عن مقتل 168 شخصًا.

 

كانت رابطة مكافحة التشهير نشرت تقارير تقول إن المتطرفين اليمنيين في الولايات المتحدة كانوا مسؤولين عن أكثر من 70% من جرائم القتل المرتبطة بالتطرف ونفذ حوالي 427 جريمة تطرف على مدى السنوات الـ 10 الماضية وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي يرتكبها المتطرفون اليساريون أو المتطرفون الإسلاميون.

ويوضح الكاتب أنه عندما نواجه العنف الإسلامي فإننا لا نركز فقط على الجناة، ولكن أيضًا على شبكاتهم وعلى ما دفعهم للقتل، وكانت هجمات الذئب المنفرد في الغرب التي نفذها أشخاص تم تجنيدهم من قبل تنظيم داعش او تنظيم القاعدة ثم جندوا آخرين من قبل المتطرفين في المجتمعات الإسلامية، فنحن نحتاج إلى تطبيق نفس المنهجية على الإرهابيين اليمينيين واستئصال الأيديولوجية التي تلهمهم.

وأضاف الكاتب أن منفذ هجوم نيوزيلندا كان يدعم الرئيس دونالد ترامب كرمز للهوية البيضاء على الرغم من أنه لا يدعم ترامب كصانع للسياسة أو كقائد، ترامب ليس مسؤولاً عن هجوم نيوزيلندا ولكنه عزز التعصب من أقوى منبر في العالم، لقد أحرج الولايات المتحدة وأثار التعصب، وحان الوقت ليعترف الرئيس بمسؤوليته عن خطابه وتخفيف حدته، لأن الكلمات الخاطئة يمكن أن تلهم أسوأ الأعمال.