الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

منسق شؤون الطلاب الأفارقة في جامعة القاهرة: صدارتنا للقارة السمراء لم تأتِ صدفة (حوار)

الرئيس نيوز


ـ إفريقيا ليست قارة فقيرة والصورة السلبية وراءها الأكاذيب
ـ نقترب من تدشين المرحلة الثانية من مبادرة " معاً نرسم إفريقيا"
ـ نسعي لتقديم ألفي منحة دراسية شاملة للطلاب الأفارقة 
ـ مبادرة ألف قائد تهدف لتدريب وتثقيف 1000 إفريقي

كشف الدكتور سيد رشاد،  منسق عام شئون الطلاب الأفارقة، في جامعة القاهرة، عن سبل الإهتمام والرعاية التي تقدمها الكلية للطلاب الوافدين من القارة السمراء، وما يقدمه المكتب لهؤلاء الطلاب، خاصة في ظل سعي مصر لاستعادة دورها الريادي في إفريقيا، سواء من خلال رئاستها للاتحاد، أو من خلال بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها خلال العام الجاري، لافتاً إلي أن آلية التعامل مع هؤلاء الطلاب أخذت طور الاختلاف بوصفهم سفراء لمصر لدي بلادهم.
وأوضح رشاد، خلال لقائه مع "الرئيس نيوز" ما آلت إليه مبادرة "معًا نرسم مستقبل أفريقيا"، لافتاً إلي أن المرحلة الثانية من المبادرة أوشكت علي الانطلاق، بغية تقديم أبحاث يمكن تطبيقها بما يعود بالنفع على المنطقة الإفريقية، مشدداً على أن ما تحتله مصر اليوم من مكانة وسط القارة لم يأتِ من فراغ. 

ما قصة تحول المعهد إلى الكلية؟
في عام 1947 أنشيء المعهد تحت مسمى "مركز الدراسات السودانية"، وكان وقتها يتبع كلية الآداب جامعة القاهرة، وفي عام 1954 استقل المعهد في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن الكلية تحت مسمى معهد البحوث والدراسات الإفريقية، وكان وقتها يضم قسمين فقط هما الجغرافيا والتاريخ، وفي عام 1970 صدر قرار جمهوري بتطوير المعهد، عن طريق إضافة 4 أقسام جديدة هي "السياسة والاقتصاد، اللغات الإفريقية، الأنثروبولوجي، والموارد الطبيعي".
خلال تلك الفترة الزمنية كان اسمه "معهد"،  يعرف في الثقافة المصرية، أقل قيمة علمية من اسم "كلية"، على الرغم من أن العقلية الغربية ترى الأمر على العكس، فالمعهد هناك أرقى علمياً من الكلية في أي تخصص. ونطمح  في المرحلة المقبلة أن تدخل الكلية حيز "تنسيق الثانوية العامة"، لقبول الطلاب من الثانوية العامة وتعامل معاملة الكليات، لتأسيس جيل من الطلاب متخصص في الشئون الإفريقية.
ماذا عن الإحصائية الأخيرة للطلاب المصريين والإفريقيين بالكلية؟
ـ لدينا 1613 طالباً وطالبة في العام الجامعي الحالي، بينهم نحو 320 طالباً وطالبة من دول إفريقيا، بخلاف المصريين، كما أننا بدأنا في استقبال دفعة جديدة منذ 9 يناير 2019 وحتى 14 فبراير 2019، ومن المتوقع أن يتعدى هذا الرقم الـ 2000 طالب وطالبة، وهذا الرقم كبير بالمقارنة بالدراسات العليا بالكليات الأخرى، ونحن في تزايد مستمر. هذه الإحصائية تشمل المُسجلين أو الدارسين بالفعل، لأن النظام هناك دراسة في كل من مراحل "الدبلوم، الماجستير، الدكتوراه" سنة دراسية، ومن بين تلك المراحل الثلاث هناك تسجيل رسالة من بين سنة أو 3 سنوات، لذا هذه الإحصائية للمراحل جميعها.
ماذا عن السكن الطلابي للدارسين؟
ـ يتم توفير السكن الجامعي للطلاب الحاصلين على المنح، فالكلية تعمل بنظام الجامعة، أما الذين يدرسون برغبتهم فليس لهم سكن متاح في الجامعة، ويتم استكمال دراستهم من خلال الإيجارات وغيرها من الطرق البديلة التي يقوم بها غيرهم من الطلاب، الذين لا يتم استقبالهم في المدن الجامعية، إما لعدم مناسبة التقديرات أو اكتمال العدد، لإعطاء فرصة لطلاب آخرين أو تشجيعهم على بذل المزيد من الجهد لإنهاء الدراسة.
كم عدد المنح المقدمة لدول إفريقيا؟ 
ـ كنا نقدم في السابق نحو 1007 منحة، أما في الوقت الراهن فسيتضاعف  الرقم لأكثر من 2000 منحة، وفق قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار، وهي منح شاملة، ولكل دولة يحدد لها عدد معين من المنح.
من وراء الصورة الذهنية الخاطئة التي تعتبر أن إفريقيا مجموعة بلدان فقيرة؟
ـ إفريقيا لديها أغنياء كثر، مثلها مثل أي مجتمع بها جميع الطبقات من الأغنياء والطبقة الوسطى والفقراء، لكن الإعلام يصدر تلك الصورة السلبية، في المقابل إفريقيا  تحقق العديد من الإنجازات والنجاحات، فلديها دول على طراز عالمي أبرزها نيروبي في كينيا.
ماذا عن الأيام الدولية التي تحتفل بها الكلية؟
ـ نحن نقوم بإحياء المناسبات والأعياد القومية التي تتعلق ببلدان الطلاب الدارسين بالكلية، ولعل أبرز الأيام الدولية هو يوم إفريقيا في مايو من كل عام، ونحتفل به عبر ارتداء الملابس القومية، ومشاركة التراث الفولكلوري، والرقصات الخاصة، والطعام والشراب، كما  أنه على هامش المؤتمرات والندوات والمشروعات التي يتم انطلاقها من الكلية مع جهات أخرى  التي نعقدها يتم المشاركة بتلك الفعاليات الفلكلورية، فعلى سبيل المثال سنشارك في مؤتمر الصحة العالمي في 29 مارس المقبل في قاعة المنارة.
هل هناك تعاون مع جامعات أخرى؟
ـ نحن نفتح أبوابنا لكل الأفارقة في الجامعات الأخرى، فبدأنا في وضع قاعدة بيانات في جميع الجامعات؛ لتسهيل التواصل مع الطلاب الأفارقة في مصر، والذين يريدون التواصل مع مكتب رعاية الأفارقة بجامعة القاهرة، وهذا يساعد في زيادة التفاعل والتواصل مع المكتب، كما يأتي إلينا في الحدث الواحد ما بين 300 إلى 500 وافد إفريقي من داخل أو خارج جامعة القاهرة، في الماضي كان الحضور في المحافل الخاصة بنا لا يتعدى 50 مشاركاً.
لماذا يحدث ذلك الآن؟
ـ لأن الجيل الحالي من الأفارقة يشعر أن مصر تحتويهم ويشعرون أن هناك من يتواصل معهم ويشعر بهم ويقدم لهم الخدمات المناسبة، فلدينا شباب يعاملهم  جيدًا، فعندما نجلس سويًا ونتبادل ونشارك أنشطتنا ينعكس ذلك بالإيجاب عليهم فيزيد حبهم لجامعة القاهرة، وما نركز عليه حاليًا هو التواصل والتفاعل، ونحن كمكتب شئون الأفارقة في جامعة القاهرة نختلف عن أي جهة أخرى، نحن لا نهدف إلى الربح أو الاستغلال أو فرض سياسة، ولكن ما نهدف إليه هو أن يشعر الشباب الإفريقي بالانتماء لجامعة القاهرة.
من هدفنا التواصل والتفاعل بين طلابنا المصريين والأفارقة، فلدينا فريق من الشباب مكون من 30 إلى 40 شاب متطوع للمشاركة مع الطلاب الأفارقة في المحافل داخل وخارج جامعة القاهرة، فعندما يرى الوافدون التعامل الجيد من جانبنا ينقلون تلك الصورة لأصدقائهم وأهلهم في بلدانهم، ومن ثم أصبح الإقبال على المشاركة للتسجيل أو لحدث أو مؤتمر بأعداد كبيرة جدًا، ويتم الاكتفاء بالأعداد المطلوبة. كما أصبح لدينا طلاب أفارقة سفراء لمصر في بلادهم بسبب هذا التعامل الجيد، كما أن التواصل يستمر حتى بعد انتهاء الدراسة بين الطلاب المصريين ونظرائهم الأفارقة والعكس صحيح، ومع الأساتذة أيضًا.
وكيف حدث ذلك؟
ـ العناية بهؤلاء الأفارقة جعلنا اليوم نرى أبسط الأمثلة على حبهم لمصر، البعض منهم يساعد زملاءه المصريين في إتمام الدراسة، بمد الدارسات والأبحاث اللازمة لذلك، واستضافتهم في بلادهم.
ماذا عن تغيير الصورة النمطية بين الجانبين لتفعيل التواصل؟
ـ يتم الأمر من خلال التواصل مع الجهات المعنية وتقديم أفضل أوجه التعاون، والمشاركة سويًا في المناسبات، مع التعامل الجيد والابتسامة مع الجانب الآخر أعطى جوًا من الألفة، وكان نتاج ذلك أن الطالب الإفريقي الواحد عندما يسجل لنفسه باستمارات التعارف بالكلية يطلب بتوفير استمارات أخرى لأصدقائه، مما أدى لزيادة الوفود إلينا، كما أن قيادات الجامعة من الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، والدكتور محمد نوفل، عميد الكلية، أعطوا الحرية لنا في التعامل مع ملف الأفارقة، كما وفروا المناخ الجيد للدراسة والترفيه أيضًا.
حدثنا عن مبادرة معًا نرسم مستقبل أفريقيا؟
ـ تم الانتهاء من المرحلة الأولى، وحاليًا نعمل في المرحلة الثانية، ومن المقرر إعلان أسماء الفائزين الـ 10 من المرحلة الأولى في أقرب وقت في حفل رسمي، وهم قدموا أبحاثاً ومشروعات قابلة للتنفيذ، بما يفيد المنطقة، وسيتم عرض تلك الأفكار على صانعي القرار، والفائزين هنا في هذه المبادرة بنسبة واحد إلى واحد، أي مصري أمام أفريقي.
ـ المبادرة تهدف إلى تقديم أبحاث يمكن تطبيقها فيما يعود بالنفع على القارة الإفريقية، كما أنه يتم تعريف الطلاب كيفية صياغة الأبحاث، وفي حالة عدم توفيق أحدهم في المرحلة الأولى يتم إتاحة الفرصة له في المرحلة المقبلة مع تقديم المساعدة له وتعريفه بالأخطاء السابقة وكيفيه حلها.
ماذا عن مبادرة 1000 قائد؟
ـ أول مرة تنفذ في جامعة القاهرة مبادرة الألف قائد، تنفيذًا لتعليمات وتوجيهات القيادة العليا، والعدد المطلوب هو تماشيًا مع السياسة المصرية، التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ لتثقيف وتدريب 1000 إفريقي، وقبلها بناء العقل المصري والإفريقي، وهذا تسلسل في هذا الملف، ونحن في الكلية لدينا طاقة استيعابية وكذلك نريد أن نستهدف عدداً أكبر، ولكن كمرحلة أولى أطلقنا المشروع فيما يخدم الهدف الأسمى للدولة، وهدفنا هنا تطبيق المشروع وليس الاتجاه النظري فقط، أي تطبيق الأبحاث على أرض الواقع وفق التخصصات الخاصة بالباحث.
ماذا عن حاضنات الأعمال والشركات الناشئة؟
ـ القانون المختص لازال في طور التعديل والتصديق ومن ثم في حال تصديقه وإعلان العمل به سنعمل فورًا به.
ما دور الكلية في ظل استضافة مصر لبطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم؟
ـ أولًا استضافة مصر لتلك البطولة لم يأت من فراغ، فمنذ عام 2014 وحتى الآن الجميع يعمل في ملف إفريقيا، فكون عودة إفريقيا إلينا كمجلس أمن أو رئاسة الاتحاد الإفريقي كما أن تنظيم مصر بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم يعتبر نتاج العمل داخليًا وخارجيًا نحو إفريقيا. وهناك مثال بسيط نحن نستطيع نقدم كل سبل التعاون خلال هذه البطولة، لأننا الأقدر في التعامل مع الأفارقة، فنحن من ندرس اللغات الإفريقية، ومن ثم سنكون يد العون والترجمة للفرق المشاركة في البطولة، كما نحن من سافر إلى دول إفريقيا وتعاملنا معهم في بلادهم، وتعلمنا الكثير من عاداتهم وتقاليدهم، من خلال دراستنا الميدانية سواء على الصعيد الطلابي أو الباحثين أو أعضاء هيئة تدريس.
نحن نستطيع تقديم حملات وخدمات ترجمة للغات الأم للدول الإفريقية (من وإلى) بخلاف اللغات الأوربية مثل الإنجليزية والفرنسية، يمكن تقديم ملصقات وبروشورات، وأفلام تسجيلية للترويج للسياحة والبطولة والدعوة للاستثمار في مصر وإفريقيا بلغات الأم للدول المشاركة، فهنا بيت الخبرة أو المجمع العلمي لإفريقيا.
هل تم التواصل مع الجهات المعنية المنظمة للبطولة؟
ـ بالفعل تمت المخاطبات، وننتظر الموافقة على ما نستطيع تقديمه، وهذا يأخذ وقتًا وفقًا لأجندة العمل المطروحة، ونجد أن تلك البطولة خطوة مهمة في سبيل ترسيخ علاقتنا مع تلك الدول وأبنائها في شتي المجالات.