الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"فاينانشال تايمز" تسلط الضوء على جهود مصر لمكافحة الزيادة السمانية

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الضوء علي جهود مصر لمكافحة الزيادة السكانية حيث يبلغ عدد سكانها 98 مليون نسمة.

وأشارت الصحيفة إلي المواطن المصري سليمان بائع الجرائد الذي لديه ثلاثة اطفال ودخله الشهري حوالي 200 دولار،  ومع ذلك أرادت زوجته طفل رابع وحصل علي طفل رابع ولكن جاء مع ارتفاع زيادة الأسعار ، مشيرة إلى أن المصريين يفضلون عائلات كبيرة ولكنها تأتي بتكاليف اقتصادية كبيرة لكل من الوالدين وللدولة.

ولفتت الصحيفة إلي محاولة مصر كبح جماح الأزدهار السكاني الكبير، وأطلقت الحكومة برنامجاً لتنظيم الأسرة بعنوان "اثنان يكفي"، حيث تريد السلطات إقناع ملايين المصريين مثل سليمان وزوجته بإن بكل ما يكون لديهم عدد أطفال أقل كلما سيكونوا قادرين علي توفير حياة أفضل لهم بالإضافة إلي تخفيف العبء علي الدولة التي تكافح لتوفير وظائف وخدمات كافية لمواطنيها.

وقال عمرو عثمان ، مساعد وزير التضامن الاجتماعي: "يولد طفل كل 15 ثانية، ويضاف 2.5 مليون طفل كل عام، فكر في ما يعنيه ذلك من حيث الأماكن في المدارس وأسرّة المستشفيات والتطعيمات وجميع حقوق الأطفال الأخرى".

وأشار عثمان إلي عدد سكان مصر البالغ 98 مليون نسمة في ديسمبر من العام الماضي، وزيادة هذا العدد بمقدار 20 مليون نسمة أخري علي مدي العقد المقبل إذا لم ينخفض معدل المواليد.

ونقلت الصحيفة تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي من النمو السكاني والإرهاب ووصفهما بإنهما أكبر التهديدات التي تواجه مصر.
وأضافت الصحيفة أن برنامج مكافحة الزيادة السكانية في مصر يتضمن برنامج تنظيم الأسرة بتنظيم حملات ونشر الملصقات والإعلانات التلفزيونية والزيارات المنزلية من قبل الأخصائيين الاجتماعيين والعيادات التي توزع موانع الحمل، وقررت الحكومة وقف صرف بعض الفوائد للأسر الفقيرة خارج نطاق الطفل الثاني.

وتشير الصحيفة إلي تحسن النمو الاقتصادي المصري بنسبة 5.5% خلال عام 2018 ولكن هذا النمو لم يستطيع توفير فرص عمل كافية بسبب الزيادة السكانية، ورغم تحسن مؤشرات الاقتصاد وأشادت صندوق النقد الدولي لإجراءات الإصلاح إلا إن سوق العمل لا يستوعب عدد السكان الهائل بمصر، وتبلغ نسبة البطالة 10%، ويؤكد المحللون وجود تعثر في توفير خدمات الصحة والتعليم ولتطويرهم بحاجه لاستثمارات ضخكة لمجابهة الطلب الحالي.

وقال أنجوس بلير ، الرئيس التنفيذي في البنك الاستثماري "فاروس إنفستمنتس": "يوجد المزيد من الضغط بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان "، وحذر بلير من أن مصر تواجه مشاكل من بينها محدودية توفير المياه وقضايا الأمن الغذائي، وسيتعين عليها التعامل مع هذه التحديات في سياق تغير المناخ.

وقد أجرت مصر بالفعل برنامجاً ناجحاً لتنظيم الأسرة ، مما ساعد على خفض معدل المواليد إلى 3.1 طفل لكل امرأة في عام 2008 من 5.6 في عام 1976، ولكن عندما انتهى البرنامج ، الممول من الولايات المتحدة  في عام 2008 ، بدأ معدل المواليد في الارتفاع مرة أخرى. 
ويقول المسؤولون إن النمو السكاني  تسارع بوتيرة أسرع بعد ثورة 2011 عندما كانت الحكومة في حالة من الفوضى وأصبح الإسلاميون لفترة من الوقت قوة سياسية أكثر حزما. 

وأضافت الصحيفة أن الحكومة الأمريكية ، إلى جانب جهات مانحة دولية أخرى تدعم البرنامج الجديد بحوالي 20 مليون دولار.
 وقالت نهلة عبد التواب ، مديرة مكتب مصر لمجلس السكان ، وهي منظمة بحثية دولية " إنه من المهم ضمان استدامة البرنامج بحيث لا ترتفع معدلات المواليد مرة أخرى بمجرد وقف التمويل، و ذلك يمكن تحقيقه من خلال دمج المعلومات المتعلقة بتنظيم الأسرة في المدارس الثانوية لأن بعض الفتيات يتزوجن مباشرة بعد إنهاء دراستهن"..