السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«واشنطن بوست» ترصد الرابحين والخاسرين بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا

الرئيس نيوز

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن القرار "المفاجئ" الذى أعلنته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بسحب كل القوات الأمريكية من سوريا "فى أسرع وقت ممكن"، سيكون له أصداء أبعد من ساحة المعركة، مشيرة إلى آثار طويلة المدى على سوريا ومنطقة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية.

ورصدت الصحيفة فى تقرير لها أبرز الرابحين والخاسرين من ذلك القرار. حيث رأت أن معسكر الرابحين يضم 4 أطراف وهم:

• الرئيس السوري بشار الأسد

قالت الصحيفة إن قرار البيت الأبيض يشير إلى أن سوريا لم تعد تمثل أولوية عسكرية، موضحة أن القوات الأمريكية فى سوريا كانت بعيدة عن المعارك بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة المسلحة بما فى ذلك بعض المعارك التى دعمتها واشنطن. وأضافت أن تدخل الولايات المتحدة فى الغالب كان يدور حول دحر تنظيم داعش الإرهابى من معاقله، بما فى ذلك مدينة الرقة التى كانت تمثل عاصمة للخلافة المزعومة للتنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى أن نهاية الوجود العسكري الأمريكي يعطى المزيد من الثقة للأسد وحلفائه الرئيسيين - روسيا وإيران - ليتعاونوا مع القوات السورية لسحق بقايا فصائل المعارضة المسلحة، وإحكام سيطرة الأسد على سوريا بالكامل.

• إيران

ذكرت "واشنطن بوست" أن إدارة ترامب أعلنت قبل بضعة أشهر بقاء القوات الأمريكية فى سوريا إلى أجل غير مسمى لتعمل كدرع واقى ضد إيران، مضيفة أن "الولايات المتحدة كانت تسيطر فعليا على حوالى ثلث سوريا(مناطق سيطرة الأكراد) وقد عملت على تعطيل الأنشطة الإيرانية.
وأضافت الصحيفة أنه "بمغادرة القوات الأمريكية، ستكون إيران وروسيا أقوى القوات الأجنبية فى سوريا. وتحالفهما مع الأسد سيمنحهما حرية (حركة). لافته إلى أن "إيران استخدمت الأراضى السورية كمسار لنقل القوات والأسلحة إلى حلفائها فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما فى ذلك حزب الله فى لبنان".

• روسيا

رأت "واشنطن بوست" أنه مع غياب القوات الأمريكية، ستتمكن موسكو من توسيع دورها فى سوريا ونطاق نفوذها فى الشرق الأوسط.

• تنظيم "داعش" الإرهابي

قالت الصحيفة الأمريكية إنه رغم تفاخر ترامب فى تغريدته على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر" بأن تنظيم داعش قد هزم، إلا أن العديد من الخبراء يروا العكس، إذ تشير بعض التقديرات إلى أن هناك حوالى 15 ألف من مسلحى "داعش" فى سوريا.
وتابعت أن التنظيم فى الأشهر الأخيرة، بدا أنه يستعيد موطئ قدم فى سوريا، حيث ازدادت هجماته العنيفة. 
ورجحت الصحيفة أن يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى إعادة إحياء التنظيم وأن يصبح أكثر جرأة، ليشكل تهديد إرهابي فى سوريا وخارجها.

فى المقابل، اعتبرت "واشنطن بوست" أن معسكر الخاسرين، يضم طرفين وهما:

• الأكراد

قالت الصحيفة إن تركيا هددت على مدى أشهر باجتياح منطقة سيطرة الأكراد فى سوريا، وعلى الرغم من شن الأتراك عدد من الهجمات، إلا أنهم امتنعوا حتى الآن عن إلحاق أضرار بالغة بالأكراد.
وأضافت الصحيفة أنه عندما ترحل القوات الأمريكية، سيتغير ذلك الوضع بالتأكيد، موضحة أن أحد الأدوار الرئيسية للقوات الأمريكية فى سوريا كان حماية الأكراد، الذين يسيطرون حاليا على حوالي ثلث الأراضى السورية، مشيرة إلى أن انسحاب القوات الأمريكية يترك الأكراد عرضة للهجوم من جانب تركيا.

• إسرائيل

ذكرت الصحيفة أن المهمة الرئيسية لإسرائيل في سوريا لا تتعلق بسوريا على الإطلاق بل العمل على إضعاف إيران، مشيرة إلى شن إسرائيل العديد من الغارات لهذا الغرض. ولفتت الصحيفة إلى أنه بخروج الولايات المتحدة، يبقي لإسرائيل القليل من الحلفاء داخل سوريا.