الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

حيوانات العالم السفلي لغز محير لعلماء الآثار والمصريات

الرئيس نيوز

أعاد اكتشاف عمره 6000 عام كتابة التاريخ، على حد تعبير صحيفة إكسبريس البريطانية وكانت مقبرة شاسعة مليئة بالبشر والحيوانات قد فاجأت علماء المصريات العاملين في موقع قديم وقدمت لمحة نادرة عن كيفية عيش المصريين في عصور ما قبل التاريخ منذ آلاف السنين.

وكتبت جويل داي تقريرا كشف ربما عن أول حديقة حيوان في العالم وبدايات الطب البيطري وتطبيب الحيوانات المصابة ودلالات امتلاك الحيوانات الغريبة والقوية التي تلهم الإنسان بأنه في وضع السيطرة على الطبيعة.

وتقع المقبرة في موقع يسميه الأثريون "هيراكونبوليس" على طول نهر النيل في مصر، أقرب إلى الحدود الجنوبية الحديثة للبلاد ولكن هيراكونبوليس كانت ذات يوم العاصمة الدينية والسياسية لصعيد مصر في نهاية عصر ما قبل الأسرات، وهي الفترة التي ازدهرت بين 32000 قبل الميلاد و2686 قبل الميلاد واستقر البشر في المنطقة منذ ما يعود إلى 6000 عام، وتم التنقيب عنها لأول مرة بواسطة علماء الآثار الإنجليز جيمس كويبل وفريدريك جرين في أواخر القرن التاسع عشر.

ووفقًا لتقديراتهم، كانت هيراكونبوليس في يوم من الأيام موطنًا لما يصل إلى 10000 شخص، وهو عدد صغير ولكنه كبير عند الأخذ في الاعتبار أن الناس في بريطانيا كانوا لا يزالون يعيشون في مستوطنات صغيرة لم تمثل القرى بعد في نفس الوقت.

تم العمل في الموقع منذ ذلك الحين، بقيادة عالمة الآثار الشهيرة الدكتور رينيه فريدمان، التي سبق أن عثرت على عدد من "الاكتشافات المثيرة" مدفونة في عدد من المقابر.

وظهرت رينيه فريدمان في سلسلة برامج على شاشة القناة الخامسة البريطانية بعنوان الألغاز القديمة: حيوانات العالم السفلي في مصر، واستكشفت كيف كان الناس الذين عاشوا هناك يمارسون حياتهم اليومية ومع ذلك، كشف الدكتور فريدمان أن الفريق وجد في عمليات التنقيب الإضافية أكثر بكثير مما توقعوه في البداية.

وقالت لصحيفة إكسبريس: "تعد هيراكونبوليس موقعًا مهمًا للغاية لبداية الحضارة المصرية"، مضيفة: "وجدنا هذه المقبرة وبدأنا في حفرها، لكننا لم نعثر على مدافن بشرية فحسب، بل وجدنا هذه الحيوانات الغريبة جدًا التي استغرقت منا بعض الوقت لمعرفة ماهيتها.

تم انتشال عدد من بقايا الحيوانات من داخل المقابر، وهي حيوانات لم تكن موطنها الأصلي بالكامل لمصر ولكن مصدرها من جميع أنحاء أفريقيا.

وقالت “لا تتوقع أن تجد سبعة قرود في قبر وقط بري وفرس نهر مدفون مع البشر، لقد بدأنا مرة أخرى في التسعينيات، وأثناء قيامنا بالتنقيب، وجدنا المزيد والمزيد من الحيوانات. وفي كل مرة نجد فيها مدفنًا بشريًا، نجد حيوانات غريبة”.

وقالت الدكتورة فريدمان إنها تعتقد أن تفاصيل الحضارة القديمة التي كشف عنها فريقها وضعت تصورا واضحا عن أول حديقة حيوانات في العالم.

وأوضحت: "على الرغم من أنه تم دفن كل هذه الحيوانات، إلا أننا نرى أنها تعرضت لإصابات تم التئامها وكان لابد من شفاؤها تحت رعاية الإنسان.

وتابعت: "نعتقد أن تلك الحيوانات كانت في الأسر لمدة ستة أسابيع على الأقل حتى تلتئم الإصابات، لكن كم عاشت بعد ذلك لا أستطيع أن أقول. لذلك تم الاحتفاظ بهذه الحيوانات في الموقع على قيد الحياة، ولا أعتقد أن الهدف الأساسي هو دفنها في الواقع، أعتقد أنه كان من أجل التباهي بها ".

العديد من الحيوانات لم تكن موطنًا لمصر ولكن تم الحصول عليها من جميع أنحاء إفريقيا وقد يكون الاحتفاظ بالحيوانات علامة على الهيبة في عصور ما قبل التاريخ المصرية، وهي طريقة لإظهار مدى قوة الفرد في أن أسدًا أو نمرًا أو فيلًا كان تحت رحمته تمامًا.

وقالت: "الحفاظ على الحياة هو مهارة أخرى أيضًا. لدينا نمر، وماشية برية، وأفيلة، وفرس النهر، وتماسيح - كل هذه الحيوانات تمثل القوة و"هذه حيوانات كان يخاف منها البشر وإلى الآن يخشاها كثيرون، والتي تسببت في الفوضى ولكن القبض عليهم وإخضاعها يبرهن سيطرتهم عليها".

في حين أن الفريق حفر فقط 20 في المائة من المنطقة أثبتت أنها غنية بالآثار والتاريخ، وهي أشياء حيوية للمساعدة في فهم تفاصيل الحياه في ذلك العصر.