الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

بردية بريس.. عرض فلسفي لأقدم كتاب في العالم

الرئيس نيوز

في عام 1847، حصلت مكتبة "ببليوتيك ناسيونال" في باريس على لفائف من 16 صفحة من كتاب أثري اشتراه إيميل بريسي دي أفينز (1807-1879) من رجل مصري في صعيد مصر وحصل المصري على ذلك الكتاب أثناء مشاركته في حفر مقبرة بالقرب من مجمع المعبد الفرعوني في طيبة في مصر.

وتقول صحيفة وول ستريت جورنال إن بردية "بريسي"، التي أصبحت تعرف بهذا الاسم تحتوي على النسخة الكاملة الوحيدة لمجموعة من النصوص الفلسفية المقتبسة تسمى “تعاليم بتاح حتب”.

ونشرت في عام 1858 باعتبارها "أقدم كتاب في العالم"، وينسب الكتاب إلى الوزير إيزيسي، الفرعون الثامن وما قبل الأخير من الأسرة الخامسة للمملكة القديمة، الذي حكم مصر في أواخر الخامس والعشرين وأوائل القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد.

وأضافت الصحيفة أن البردية التي عثر عليها المستشرق الفرنسي في عام 1856، والمحفوظة الآن في مكتبة فرنسا الوطنية في باريس تحتوي على جزء من تعاليم كاي جمني، كما تحتوي البردية على النسخة الكاملة الوحيدة الباقية من أمثال بتاح حتب، أو تعاليم بتاح حتب التي تعد أحد أعمال الأدب المصري القديم المنسوبة إلى بتاح حتب وزير الفرعون جد كا رع (الشهير بـ إيزيسي) أحد ملوك الأسرة الخامسة وهي مجموعة من الأحكام والنصائح حول العلاقات الإنسانية، والموجهة من بتاح حتب لابنه وهناك اختلافات كبيرة بين نسخة بردية بريسي والنصين المحفوظين في المتحف البريطاني. 

وقد قام بترجمتها «باتيسكومب جن» في عام 1906 م، كجزء من مجموعة كتب "حكمة الشرق"، حيث قام بترجمة بردية بريسي في باريس. ولا تزال تنشر حتى الآن.

تبدأ الأمثال، بتوضيح كاتبها لسبب كتابتها، وهي وصوله لسن الشيخوخة ورغبته في نقل حكمة أسلافه، التي وصفها بأنها «كلمات الآلهة». 

تمجّد تلك الأمثال فضائل السلوك السوي بين الناس، مثل الصدق والعدل وضبط النفس والرفق بالآخرين، والدعوة للتعلم عن طريق الاستماع إلى الجميع ومعرفة أن المعرفة البشرية لن تكتمل أبدًا. 

إضافةً إلى تجنب الصراعات كلما كان ذلك ممكنًا، ولا ينبغي أن يعتبر ذلك ضعفًا. وينبغي السعي إلى العدالة، وفي النهاية ستسود كلمة الآلهة. تشير بعض النصائح إلى كيفية اختيار السيد المناسب وخدمته، وتلقن نصائح أخرى دروسًا حول الطريقة الصحيحة للقيادة من خلال العقلية المنفتحة والطيبة.

واعتبرت تلك الإرشادات أن الطمع هو أساس كل شر ويجب الاحتراس منه، وأن الكرم مع الأهل والأصدقاء أمر جدير بالثناء، وقبول السمو في المقام الاجتماعي باعتباره منحة إلهية، ويمكن الحفاظ عليه بقبول العمل تحت إمرة قائد مخلص.