الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد إعلان عودته إلى روسيا.. واشنطن بوست: قائد فاجنر لا يزال يتمتع بنفوذ كافٍ

الرئيس نيوز

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن قائد مجموعة فاجنر شبه العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريجوجين، لا يزال يتمتع بنفوذ كاف في روسيا ومكانة وعلاقات رفيعة المستوى، تسمح له جزئيا على الأقل بالتجول في مدينة سان بطرسبرج وربما في العاصمة موسكو، رغم وصفه بالخائن ونفيه "المفترض".

وأثار إعلان رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، اليوم الخميس، عودة بريجوجين إلى روسيا، مزيدا من الأسئلة حول "الاتفاق الغامض" الذي أسقطت بموجبه اتهامات التمرد بحق بريجوجين.

وكان لوكاشينكو، قد توسط الشهر الماضي في اتفاق لإنهاء تمرد فاجنر المسلح في روسيا. وصرح في 27 يونيو الماضي بأن بريجوجين وصل إلى بيلاروسيا في إطار الاتفاق الذي أنهى الأزمة.

وأكد رجل أعمال روسي من مدينة سان بطرسبرج الروسية، وجود بريجوجين في المدينة، قائلا "عاد إلى وطنه لاستعادة الأموال والأسلحة التي استولت عليها أجهزة الأمن الروسية".

وقال رجل الأعمال الروسي للصحيفة، مشترطا عدم الكشف عن هويته: "أعادوا كل أمواله إليه. والأكثر من ذلك، أنهم أعادوا إليه اليوم مسدسه الفخري وسلاح آخر، عاد ليأخذهما بنفسه"، مضيفا: "إنها ليست نهاية بريجوجين".

وكان الكرملين قد ذكر في إعلانه عن هذا الاتفاق في 24 يونيو الماضي بعد فشل تمرد فاجنر، أن بريجوجين والمقاتلين الموالين له يمكنهم تجنب الملاحقة القضائية بمغادرة روسيا إلى بيلاروسيا.

وسرعان ما بدأت السلطات الروسية في تفكيك عمليات مجموعة فاجنر وما تبقى من إمبراطورية بريجوجين التجارية المترامية الأطراف.

وبعد 12 يوما من هذا الاتفاق، أعلن لوكاشينكو أن بريجوجين عاد إلى مدينته سان بطرسبرج وربما يكون سافر إلى موسكو صباح اليوم، مضيفا أن الاتفاق النهائي بشأن انتقال بريجوجين ومقاتليه إلى بيلاروسيا لم تتم تسويته بعد.

وفي وقت مبكر من صباح اليوم، تم تعقب طائرة بريجوجين وهي متجهة إلى موسكو قادمة من سان بطرسبرج، وفقا لوكالة رويترز، لكن لم يكن هناك تأكيد على أنه كان على متن الطائرة.

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن بريجوجين ما زال عرضة لمقاضاته جنائية إذا خشي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يبدو ضعيفا وسط وابل من الانتقادات في بلاده بسبب إسقاطه تهم التمرد.

وعلى الرغم من رفض بوتين ذكر اسم بريجوجين بعد تمرده، إلا أنه أثار علنا مسألة الجرائم المالية المتعلقة بالعديد من العقود التي أبرمتها شركات بريجوجين مع الحكومة، حيث قال الأسبوع الماضي إن السلطات ستحقق ماليا في دفع ملياري دولار لمجموعة لفاجنر وكونكورد المملوكين لبريجوجين.

ويؤرق المسئولون في موسكو سؤالا صعبا حول كيفية استبدال فاجنر، سواء في أوكرانيا أو في عملياتها في إفريقيا، حيث وسعت نفوذ روسيا من خلال عقودها الأمنية مع العديد من الحكومات.

وقال دبلوماسي روسي بارز، رفض الكشف عن هويته: "ما زلنا لا نعرف بالضبط ما حدث. لا توجد عواقب واضحة يمكن ملاحظتها حتى الآن"، مضيفا أن الأسئلة حول علاقات فاجنر المستقبلية مع وزارة الدفاع "تظل مفتوحة".

من جهتها، قالت تاتيانا ستانوفايا، مؤسسة شركة الاستشارات السياسية "آر بوليتيك" ومقرها باريس، إنه يبدو أن الكرملين يمنح بريجوجين وقتا للتعامل مع شبكته المعقدة من العمليات التجارية، والتي يخدم الكثير منها مصالح الدولة الروسية بشكل مباشر.

وأضافت: "بريجوجين لن يكون في روسيا دون إذن بوتين، ويتصرف بوتين على هذا النحو ليس لأنه يخشاه أو لأنه ليس لديه خيار آخر، ولكن هذا يعني أنه لم يعد يرى بريجوجين شخصا يمثل أي خطر عليه".

من ناحيته، تجاهل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الإجابة عن الأسئلة حول مكان بريجوجين، وقال "نحن لا نتبع تحركاته. ليست لدينا القدرة ولا الرغبة في القيام بذلك".