الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مرسيليا تتلقى تعزيزات من الشرطة وسط استمرار أعمال الشغب والنهب في فرنسا

الرئيس نيوز

بعد أيام على مقتل الفتى نائل برصاص شرطي خلال تدقيق مروري، شهدت مرسيليا، ثاني أكبر مدن فرنسا، ليلة من أعمال الشغب الجمعة ما بين إلقاء مقذوفات على آليات الشرطة وإطلاق قنابل مسيّلة للدموع وأعمال نهب، ما دفع وزير الداخلية لإرسال تعزيزات.

أعلنت الشرطة قرابة الساعة 2،00 (منتصف الليل ت غ) توقيف 88 شخصا منذ المساء، مشيرة إلى أن مجموعات "سريعة الحركة" من الشباب الملثمين في غالب الأحيان قامت بنهب أو بمحاولة نهب عدد من المتاجر في وسط مرسيليا كما في بعض الأحياء الشعبية في شمال المدينة الواقعة في جنوب شرق فرنسا.

وأصيب أربعة شرطيين بجروح طفيفة فيما اندلع حريق كبير في سوبرماركت، في حادث "على ارتباط بأعمال الشغب" بحسب مصدر في الشرطة.

وبعد ليلة سابقة شهدت أعمال عنف، صدرت عدة دعوات إلى الهدوء ومنع مركز الشرطة التظاهرة التي كانت مقررة تكريما لذكرى نائل (17 عاما) الذي قتل برصاص شرطي خلال تدقيق مروري في مطلع الأسبوع في نانتير غرب باريس.

وأوقفت وسائل النقل العام اعتبارا من الساعة 19،00 (17،00 ت غ).

غير أن مجموعات من الشباب الذين يخفي العديد منهم وجوههم خلف قناع أو وشاح تجمعت في وسط المدينة ولا سيما في شارع كانبيار المؤدّي إلى حي الميناء القديم على البحر المتوسط.

اقترب الشباب فجأة من آليات قوات حفظ النظام المتوقفة في شارع مجاور، وراح بعضهم يلقي مقذوفات على الشرطيين الذين ردوا بقنابل مسيلة للدموع، فتفرق الشبان في شوارع وأزقة، على ما افاد صحافيو وكالة فرانس برس.

على جانب الطريق وقف شاب بصمت حاملا لافتة من الكرتون كتب عليها "تكريما لذكرى نائل". وقالت فتاتان نزلتا إلى الشارع بدون المشاركة في رشق الشرطيين بالمقذوفات "إننا غاضبون بسبب ما حصل لنائل".

بين الحين والآخر يعبر بعض الفتيان مهرولين حاملين ملابس جديدة لا تزال معلقة على مشاجب وتظهر عليها إشارة "تنزيلات". وشاهد مصور فرانس برس عددا من المتاجر المنهوبة في المدينة ولا سيما متجر لانسيل للملابس الفاخرة.

كما جرت سرقة بعض بنادق الصيد بدون ذخائر من متجر للأسلحة النارية، بحسب ما أفاد مركز الشرطة.

وعلى بضعة أمتار، جلس صيادو سمك بهدوء يتباين مع البلبلة المحيطة على حافة المياه في الميناء القديم، فيما كان زوجان يتقاسمان بيتزا وهما يتأملان البحر.

وأعرب سام وإميلي (19 عاما) السائحان القادمان من لندن عن شعور بـ"الصدمة". وقالا "وصلنا للتو، الشرطة في كلّ مكان والأجواء متوترة، هذا أمر غريب"، قبل أن يبحثا عن مطعم وسط إغلاق العديد من المحلات خوفا من الشغب والأضرار.

أطلقت قنابل مسيلة للدموع مجددا وسمع صراخ. في أحد الشوارع على مسافة قريبة، كانت أكوام صغيرة من النفايات والعلب الكرتون تحترق. عبرت آلية لقوات التدخل مسرعة نحو الميناء القديم، فيما حلقت في السماء مروحية لقوات الدرك فوق المدينة تتبعها مروحية للشرطة.

لاحقا خلال الليل تحركت المجموعات وحاول بعض الشبان اقتحام مركز تجاري كبير إلى الشمال، في الأحياء الشعبية الفقيرة التي زارها الرئيس إيمانويل ماكرون في مطلع الأسبوع.

وكتب رئيس البلدية اليساري بونوا بايان في تغريدة خلال الليل "مشاهد النهب والعنف في مرسيليا غير مقبولة. أندد بأشد الحزم بأعمال التخريب هذه وأطلب من الدولة إرسال تعزيزات من قوات حفظ النظام فورا".

وبعد قليل أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان على تويتر أن "تعزيزات ضخمة تصل حاليا" إلى مرسيليا، قوامها فرقة من قوات حفظ النظام في الشرطة الوطنية ومروحية.