الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

من بدء التظاهرات حتى حرق البصرة.. كل شيء عن أزمة العراق الأخيرة

الرئيس نيوز

يشهد العراق احتجاجات عنيفة ضد الفساد والتدخل الإيراني في الشؤون العراقية، وكانت الشرارة الأولى للاحتجاجات في 8 يوليو عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين شباب في البصرة مطالبين بفرص عمل ومتهمين الحكومة بفشلها في تأمين أبسط الخدمات من بينها الكهرباء.

-          الفساد محرك الاحتجاجات العراقية

تصاعدت الاحتجاجات على خلفية استشراء الفساد، بعدما أدى تلوث المياه في المحافظة إلى تسمم أكثر من 30 ألف شخص، وتصاعدت هتافات ضد طهران “إيران بره بره” في احتجاجات متظاهري البصرة الغاضبين من إهمال البنية التحتية المتداعية بمدينتهم.

-          الدور الإيراني في بغداد

 هذه ليست المرة الأولى، التي يلقي فيها المتظاهرون باللوم على الأحزاب والميليشيات الموالية لإيران في الفساد المستشري في العراق، ففي يوليو الماضي، هاجم المتظاهرون مقرات هذه الجماعات، وأحرقوا صور المرشد الإيراني الراحل الخميني، أثناء احتجاجاتهم في الشارع، الذي يحمل اسمه.

ووفي الأسبوع الماضي، أضرم متظاهرون النيران في عدد من مقار الأحزاب والميليشيات الموالية في غالبيتها لطهران لتناهز الحصيلة النهائية 20 مقرا، في مقدمتها مقرات حزب “الدعوة الإسلامية”، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء المؤقت، حيدر العبادي، ورئيس الوزراء السابق، نوري المالكي.

كما أقدم المتظاهرون على حرق مقرات فصائل “الحشد الشعبي”، ومنظمة بدر، التي يتزعمها رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، وعصائب أهل الحق لزعيمها، قيس الخزعلي، وكتائب حزب الله وحركة الأوفياء.

-          ثورة جياع

يقول هاني الظاهري، سياسي سعودي لـ"عكاظ" السعودية، إن الاحتجاجات التي تشهدها محافظات جنوب العراق هذه الأيام "ليست نتاج معارضة سياسية أو توجيهات ودعوات حزبية أو طائفية كما قد يظن البعض، وإنما هي انتفاضة جياع بكل ما تعنيه الكلمة، فمعظم العراقيين الذين يرقدون على بحار من النفط، لم يعيشوا يوماً جيداً منذ أكثر من ربع قرن".

يضيف الكاتب: "لقد أدرك العراقي أن السياسيين الذين رفع صورهم وجاب بها الشوارع معادياً إخوته من أجلهم، عاجزون تماماً عن معالجة أزماته المتتالية، ما دفعه للخروج اليوم صارخاً في الطرقات ضد كل شيء بلا استثناء متوحداً مع أخيه العراقي دون التفات لطائفته أو انتمائه السياسي؛ ولأن الجوع وحده هو موحد الجموع ومجيشها وتسقط أمامه كل الشعارات".

حركة عفوية

ويفسر المتابعون للشأن العراقي هذه التطورات بأنها حركة عفوية بسبب التدخلات، التي زادت عن حدها كثيرا لإيران في الشأن الداخلي العراقي وتحريكها للأحزاب والميليشيات العراقية كما يحلو لها، فكانت النتيجة خرابا أصاب المحافظة الجنوبية، الغنية بالنفط.

ويريد متظاهرو البصرة محافظة ودولة خالية من الأحزاب، التي تقف وراء الفساد المستشري في البلاد، وتحركها قوى خارجية من أجل تنفيذ أجندتها، وربما يوضح ذلك السبب وراء عدم مهاجمة المحتجين لمقار التيارات الأخرى، التي كان لها رأيا واضحا ضد التدخل الإيراني في البلاد.

ارتفاع القتلى في صفوف المتظاهرين

 أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر في بيان، اليوم السبت "موقف التظاهرات في البصرة منذ يوم أمس وحتى الساعة 1:30 ليلا بلغ: استشهاد 3 متظاهرين، وإصابة 50 آخرين، بينهم اثنان من القوات الأمنية".

وأضاف البدر "26 من الجرحى أصيبوا بطلقات نارية، بينما هناك حالة اختناق واحدة، و23 إصابات أخرى".واشتدت حدة التظاهرات في البصرة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث شهدت المحافظة حرق مبنى مجلس المحافظة ومقار أحزاب سياسية منها مقار منظمة بدر وحزب الدعوة والفضيلة وعصائب أهل الحق.

 وردت عصائب أهل الحق علي المتظاهرين بالرصاص، وقتل وجرح عددا منهم، ويظهر رد فعل عصائب أهل الحق أن هذه التطورات لن يكون تأثيرها هينا على الميليشيات التي اعتادت على التمويل والدعم الإيراني.

 كما لم تفوت كتلة الفتح التي يتزعمها هادي العامري، وتنضوي تحتها معظم فصائل ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران، هذه الفرصة، في محاولة منها للإطاحة بتحالف “الصدر-العبادي” المضاد الذي يسعى لتشكيل الحكومة.

ومن الموقف المزعوم بحرصها على مصلحة البصرة وأهلها، أصدرت الكتلة بيانا وجهت فيه سهام الاتهام فيما يحدث للحكومة العراقية، وطالبت رئيس الوزراء حيدر العبادي بالاستقالة فورا، لفشله الواضح في إدارة جميع الملفات.