الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إجراءات السلامة المهنية في "الصحة".. الموت مقابل 19 جنيه

الرئيس نيوز

من آن لآخر تطالعنا صفحات الأخبار بحوادث متنوعة يختلف أبطالها باختلاف المكان والزمان فتارة يكون عامل كهرباء أو طبيب أو ممرضة أو أحد موظفي مصنع أو شركة ما، لكن في النهاية تظل الأرقام حول معدل إصابات العمل مقلقة للكثرين، في هذا التقرير نستعرض إجراءات السلامة المهنية في معظم الوزارات.


"الصحة".. معظم المستشفيات لا تطبق إجراءات السلامة

 

قال الدكتور إيهاب الطاهر، عضو مجلس نقابة الأطباء والأمين العام السابق للنقابة، إن تطبيق اجراءات السلامة والصحة المهنية بالمستشفيات يحتاج إلى ميزانية  ضخمة وفريق مدرب من الفريق الطبى والعمال، وهو لا يوجد فى معظم المستشفيات الحكومية.

وأضاف فى تصريحات خاصة أن السلامة والصحة المهنية تشمل جميع إجراءات حماية المنشأة من الأخطار المتوقعة ومن أبرزها الحريق والماس الكهربائى أو انفجار مولد، لافتاً إلى أن هناك عدد من المستشفيات يطبق اجراءات سلامة وصحة مهنية وهناك مستشفيات أخرى لا يوجد بها أى إجراءات.

وأكد الطاهر، أن معظم المستشفيات غير مبنية على انها مستشفى خصوصاً القديمة منها، فبعضها كان قصر أو مبنى عادى وتم تحويله إلى مستشفى، وتطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية قد لا يتناسب فى بعض الأحيان مع تصميم المبنى نفسه.

وأضاف أن النظام الأمثل تطبيق اجراءات السلامة المهنية يجب أن يشمل على مخرج طوارئ، وفى بعض المستشفيات لا تسمح طرقاتها بإضافة مخرج للطوارئ، وكذلك الحال عند وضع خزان ماء 5 طن فوق المستشفى في حين قد لا تسمح البنية التحتية لها بذلك، حيث أن المبنى نفسه قد لا يتحمل الاجراءات المثلى للسلامة والصحة المهنية.

وأوضح عضو مجلس نقابة الأطباء، أن السلامة المهنية تشمل أيضاً اجراءات التخلص الأمن من النفايات والمخلفات الطبية الخطرة وإخلاء المرضى فى حالات الطوارئ والتعامل مع الأجهزة الطبية فى حالات انقطاع التيار الكهربائى والحريق وذلك عن طريق تشغيلها بشكل يدوى مؤقت لحين اخلاء المرضى.

وأكد الطاهر، أن جميع المستشفيات الجديدة تراعى إلى حد كبير اجراءات السلامة المهنية، لافتاً إلى أن تطبيقها فى جميع المستشفيات تحتاج إلى ميزانية ضخمة فى حين أن ميزانية وزارة الصحة محدودة.

وأضاف أن الحريق الذى اندلع بمستشفى الحسين لن يكون الأخير، وسيتكرر طالما هناك نقص فى الاجراءات، بالرغم من أن مستشفى الحسين كانت تطبق إلى حد ما إجراءات السلامة والصحة المهنية وهو ما ساعد فى السيطرة على الحريق وإنقاذ المرضى دون اصابات، حيث قام الفريق الطبى المكون من الأطباء والتمريض بالإضافة إلى العمال بعمل بطولى لانقاذ أرواح المرضى.

وشدد على ضرورة تطبيق اجراءات السلامة فى جميع المستشفيات لانها تعنى بأرواح المواطنين والمرضى والفريق الطبى.

اجراءات مكافحة العدوى

وأكد الدكتور ايهاب الطاهر أن من ضمن اجراءات السلامة والصحة المهنية هى تطبيق إجراءات مكافحة العدوى، لافتاً إلى أن العدوى تسببت فى وفيات كثيرة بين الأطباء وبعض الطبيبات والتمريض تعرضن للإجهاض أو ولادة أطفال مشوهين بسبب العدوى أو التعرض لإشعاعات من أجهزة الأشعة.

وأضاف أن بالرغم من المخاطر الطبية التي يتعرض لها الطبيب فإن ما يتقاضاه الفريق الطبي من بدل نظير ذلك 19 جنيهاً فقط، في حين أصدر رئيس مجلس الوزراء بدلات مكلمة لثلاث وزارات دون أن يشمل ذلك الأطباء، لافتاً إلى أنه في جميع الحكومات المتعاقبة منذ عشرات السنوات وحتى الأن لم تأتى حكومة واحدة تهتم بصحة المواطن المصري والذى مازال حتى الأن يعانى من مستشفيات الحكومة ويشترى مستلزمات على نفقته الخاصة، وكذلك الفريق الطبي والذى لا يحصل على أي أجور مرضية بالإضافة إلى أن المستشفيات متهالكة والأجهزة معطلة ولا يوجد بند صيانة أو انفاق.

أوضح عضو مجلس النقابة أن السيدات معرضات لخطر الأشعة والتخدير وبعض الأمراض التي تنتقل إليهم وتؤثر على الجنين مثل الحصبة الألمانية

ضحايا العدوى

حصدت العدوى الكثير من أعضاء الفريق الطبي خلال السنوات الماضية، فلم يكن يعلم الدكتور محمد سعد أن شكة ابرة ستسبب في نهاية حياته ليترك الدنيا دون أن ينظر الى ابنه والذي تم وضعه عقب وفاته بأسبوع واحد فقط، لينضم أسمه ضمن قائمة الاطباء الذين راحوا ضحية للإصابة بالعدوى أثناء عملهم بالمستشفيات.

محمد سعد هو طبيب شاب لم يتعد عمره 32 عاما يعمل جراحا بمستشفى الساحل التعليمي أصُيب بعدوى قاتلة نتيجة إصابته بفيروس في الدم، وبحسب ما قالته زوجته فإن الطبيب الشاب توفي بعد أن تدهورت حالته الصحية وراح في غيبوبة تامة تم على أثرها حجزه بمستشفى محمود التخصصي حتى توفي في نوفمبر 2014، وبعد مرور عامين لم تحصل على معاش أو تعويض نتيجة اصابته بالعدوى أثناء عمله بل على العكس تحملت أيضا تكاليف علاجه.  

ولم يختلف الدكتور محمد سعد عن حالة الدكتور ياسر البربري والذي يبلغ من العمر 32 عاما وتوفي نتيجة إصابته بعدوى الجهاز التنفسي، والتي تسببت في إصابته بمرض الالتهاب الرئوي، عندما كان يعمل بمستشفى القناطر الخيرية العام

من بين الأطباء الذين دفعوا حياتهم نتيجة تفانيهم واخلاصهم في العمل، الدكتور أسامة راشد والذي لا يتعدى عمره 38 عاما، بعد إصابته بعدوى قاتلة بالجهاز التنفسي في فبراير 2014، عندما كان يعمل طبيب نساء وتوليد بمستشفى المنصورة بالدقهلية، حيث أصيب بالعدوى من أحد المرضى.

والوضع لم يختلف كثيرا عن الدكتورة دعاء اسماعيل البالغة من العمر 25 عام والتي توفيت وهى حامل نتيجة عدوى بالجهاز التنفسي، عندما كانت تعمل بالوحدة الصحية بكفر مجاهد بمركز السنبلان؛ شعرت في 10 يناير 2014 بضيق في التنفس،  أدى الى تدهور حالتها حتى تم حجزها بالعناية المركزة وتوصيلها بجهاز التنفس الصناعة، وفى وقت قصير توقفت عضلة القلب عن العمل وأجرى فريق العناية المركزة عملية إنعاش قلبي رئوي مع إعطاء المريضة العقاقير اللازمة ولكن لم تستجب المريضة، وفارقت الحياة في 14 يناير 2014، وغيرها الكثير من الحالات.