الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إجراءات السلامة المهنية في الكهرباء.. الموت ليس بـ"التيار" فقط

الرئيس نيوز

من آن لآخر تطالعنا صفحات الأخبار بحوادث متنوعة يختلف أبطالها باختلاف المكان والزمان فتارة يكون عامل كهرباء أو طبيب أو ممرضة أو أحد موظفي مصنع أو شركة ما، لكن في النهاية تظل الأرقام حول معدل إصابات العمل مقلقة للكثرين، في هذا التقرير نستعرض إجراءات السلامة المهنية في معظم الوزارات.

وأظهرت بيانات الإحصاء، أن الأطراف العليا كانت الأعلى إصابة بنسبة 27.1%، يليها الأطراف السفلي بنسبة 20%، ثم الجذع بنسبة 10.2%، والرأس 4.3%، ثم الرقبة 2.3%، بينما كانت الإصابات للأعضاء المختلفة 36.1%.

وساهمت بيئة العمل بالنسبة الأكبر في إصابات العمل بـ 37.8%، ثم النقل ووضع الأشياء بنسبة 25.8%، وآلات الحركة الميكانيكية 20.3%، الأجهزة والآلات الخطرة بنسبة 3.9%، المواد الخطرة والإشعاعات بنسبة 1.4%، ميكروبات ضارة 0.1%. وكانت أعلي حالات الإصابة في العمل بسبب سقوط أشخاص بنسبة 31.9%، يليه التصادم بأشياء بنسبة 24.1%، وسقوط أشياء بنسبة 16.6%، بينما كانت حوادث التعرض أو ملامسة التيار الكهربائي 2.1%، الانفجار 0.1%.

  

في مجال الكهرباء مثلا يتعرض العمال لمخاطر كثيرة، بسبب طبيعة عملهم والتي تنتهي دائما بكارثة إنسانية إما بوفاتهم وتشريد أُسرهم أو إحداث عاهة مستديمة تعيقهم مدى الحياة، بحسب تقارير عدة.

ووسط استياء عمال الكهرباء بسبب تكرار الحوادث لهم والتي كان آخرها وفاة فني بمدينة المنصورة الأسابيع الماضية واحتراق آخر في محطه محولات تابعة لشركة القاهرة للإنتاج الشهر الماضي نبحث في ملف الصحة والسلامة المهنية عن اسباب هذه الحوادث للحد منها حفاظا على الأرواح.

 

اتهامات لمسؤولي الكهرباء: الظلم ومواجهة الموت عادة يومية

يقول محمد سالم، فني بإحدى شركات توزيع الكهرباء، إنه لا يوجد وسائل للصحة والسلامة المهنية كما يدعى مسؤولو وقيادات الكهرباء، وأن كانت موجودة فهي متهالكة وباليه ولا يمكن القول "إن عاقل يخاطر بحياته متطوعا ووسائل السلامة له متوافرة"، إضافة إلى الظلم من رؤساء العمل بتكليف الفنيين والضغط عليهم لإصلاح الاعطال بسرعة وفى حالة المخالفة يتم التنكيل بهم، وعند حدوث الكارثة يتنصل جميع المسئولين من تكليف العامل ليصبح هو الذي أصر على انهاء حياته بنفسه.

 ويضيف أحمد عادل، أحد اقارب الفنيين المتوفيين نتيجة حادث صعق كهربائي بشركة كهرباء جنوب الدلتا العام الماضي، أنه تم تكليف الفني المتوفى من قبل المهندس المسئول يوم إجازته لإصلاح عطل وتم فصل التيار وعند صعود العامل فوجئ برجوع التيار عليه ما أدى لوفاته، ونفى المهندس تكليفه وأنه لا يوجد أوراق رسمية بتكليفه وتم مساومة أولاده للتنازل للحصول على معاش.

 

الكهرباء: نعقد دورات للوقاية.. وإهمال العمال سبب الحوادث

في السياق، قال الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، إن وسائل السلامة والصحة المهنية متوافرة في كل شركات الكهرباء ويجرى تفتيشات دورية على توافرها.

وأضاف أن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء شدد في اجتماعه الأخير على رؤساء الشركات بضرورة اتباع والوسائل الواقية للعمال إثناء إصلاح الاعطال حفاظا على حياتهم، وكذلك التأكيد على توافر وسائل كافية للإطفاء الحرائق من طفايات وخراطيم مياه بكل فرع شركة.

ولفت حمزة أنه يتم عقد دورات تدريبية مكثفة لنشر الوعي بين العاملين وكيفية التعامل مع الاعطال والازمات عن طريق مركز متخصص في السلامة والصحة المهنية بمقر القابضة للكهرباء والشركات التابعة لها موضحا أن الاهمال يقع من العامل بسبب عدم اتباعه هذه الوسائل.

وأضاف المهندس محمد عويضة، رئيس قطاعات الشبكات بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء أن الإجراءات المتبعة في حالة صيانة المحولات والشبكات عبارة عن أرسال إشارة الى مركز التحكم الرئيسي لإخلاء الكهرباء عن المنطقة المراد صيانتها، ويتم فتح أمر شغل بمعرفة المهندس المسئول عن الصيانة، ثم يقوم بالتامين على فريق العمل بارتدائهم وسائل السلامة المكونة من (خوذة- جونتى – أفرول عازل- حذاء سفتى) وهي مسئولية المهندس ومسئول الصحة والسلامة المهنية بكل إدارة.

وأشارعويض أن غياب الوعى وثقافة التعود لدى العامل والفني على ارتدائها منذ أن كان طالب بالمدرسة الفنية تعد المشكلة الاكبر التي تواجهه عند الكبر باعتبارها المسلمات البديهية عند التعامل مع الكهرباء.

 ولفت الى أن أول سؤال يقوم به في اختبار المهندسين المتقدمين للعمل في الكهرباء "ماهي الاجراءات التي تتبعها قبل البدء في أعمال الصيانة والاصلاح "للوصول الى إجابة ارتدائه وسائل السلامة المهنية وتفريغ الشحنات المخزنة على الشبكة التي ممن الممكن ان تودي بحيات في اقل من ثانية.

وأشار رئيس قطاع الشبكات أن السبب وراء معظم الحوادث هو إهمال العامل وعدم اهتمامه بارتداء ما يحميه من مخاطر الكهرباء موكدا أن الشركة تقوم بعقد دورات متخصصة في هذا الشأن تحت أشراف وزارتي الكهرباء والقوى العاملة

 

خبراء الصحة والسلامة: قلة المفتشين سبب انتشار الحوادث

في سياق متصل، أوضح المهندس محمد عبدالحميد، خبير الصحة والسلامة المهنية، أن الوسائل المتبعة لسلامة عمال الكهرباء بسيطة وغير مكلفة فهي عبارة عن خوذة بلاستكية للراس وجاكيت عازل للكهرباء وسترة للصدر وحذاء امان"سيفتى".

وكشف أن أزمة الصحة والسلامة المهنية في مصر تتمثل في نقص عدد المفتشين نتيجة لوجود مركزين فقط لتخريجهم الأول بجامعة القاهرة وآخرين بجامعة الزقازيق إضافة إلى ضعف رواتبهم وبدلاتهم ما يؤدى لتقاعسهم عن التفتيش على الشركات والمحلات والمطاعم.

وأشار إلى أنه يوجد مركز متخصص للصحة والسلامة المهنية بالدور السابع بمقر وزارة القوى العاملة يكون مسئول عن التفتيش على إجراء السلامة المتبعة.

وأكد أن المشكلة الحقيقية هي غياب الوعي والثقافة لدى العمال مما يجعله أكثر اتكاليه في التعامل مع المخاطر ببساطة.


الملف كاملا