الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

أزمة بين تركيا وأمريكا بسبب العقوبات

الرئيس نيوز

تتعرض تركيا والولايات المتحدة لأخطر أزمة دبلوماسية بين حلفاء شمال الأطلسي بعد فرض واشنطن عقوبات علي اثنين من كبار الوزراء التركيين وتعهدت أنقرة بالرد.
وبحسب وكالة "فرانس برس" الفرنسية الناطقة بالإنجليزية، تصاعدت التوترات بين أنقرة وواشنطن في الأسابيع الأخيرة بسبب احتجاز تركيا قس امريكي أندرو برونسون بتهمة الإرهاب المعتقل الذي اعتقل لأول مرة في شهر أكتوبر 2016 وفي الأسبوع الماضي تم وضعه تحت الأقامة الجبرية.

وأدي وضع برونسون تحت الإقامة الجبرية الذي يرأس كنيسة بروتستانتية في مدينة إزمير في بحر إيجة، إلى إثارة التوترات بدلاً من نزع فتيلها ، وكان الرئيس دونالد ترامب ونائب الرئيس مايك بينس حذرا تركيا من أنها تواجه عقوبات.

وأشارت الوكالة إلي أن العقوبات استهدفت وزير العدل عبد الحميد جول ووزير الداخلية سليمان سويوول، وتم تجميد أي ممتلكات للوزيرين في الأراضي الأمريكية، ومنع المواطنين الأمريكيين من التعامل معهم.

وقالت وزارة الخزانة الامريكية في بيان يوم الاربعاء "هؤلاء المسؤولون يعملون كقادة لمنظمات حكومية تركية مسؤولة عن تنفيذ انتهاكات تركيا الخطيرة لحقوق الانسان."

وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز للصحفيين ان الوزراء "لعبوا ادوارا رائدة في اعتقال واحتجاز القس برونسون".

وحذرت وزارة الخارجية التركية من أن هذه الخطوة ستلحق ضررا كبيرا بالجهود البناءة لحل القضايا العالقة، وأبلغت واشنطن بأنها سترد، وقالت " بدون تأخير سيكون هناك رد على هذا الموقف العدواني الذي لن يخدم أي غرض"..
 ".
ولم يعلق الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يرأس اجتماعا للمجلس العسكري التركي الأول له بعد انتخابه لفترة جديدة، على العقوبات ولكنه تعهد يوم الاربعاء بأن تركيا لن تستسلم لتهديدات من الولايات المتحدة متهمة واشنطن بعرض "عقلية صهيونية مبشرة".

وأضافت الوكالة أن المواجهة تبدو أخطرالأزمات بين تركيا والولايات المتحدة في التاريخ الحديث ، إلى جانب الخلافات القديمة حول الغزو التركي لقبرص عام 1974 والغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

ولفتت الوكالة إلي العنوان الرئيسي لصحيفة "حريت" التركية المملوكة للحكومة "قرار فضيحة من واشنطن.. تراجع تاريخي للعلاقات".

وأوضحت الوكالة أن الخلاف تصاعد في الأسبوع الماضي حول روبنسون عندما قال بنس "أن تركيا ستواجه عقوبات إذا لم تطلق سراح القس روبنسون، رجل الإيمان البريء".

وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو تحدث يوم الاربعاء مع نظيره التركي ميفلوت جاويش أوغلو ولديه خطط لمقابلته الاسبوع المقبل للمطالبة بحرية برونسون.

وقد رفضت المحكمة التي كانت تحاول محاكمة برونسون مراراً وتكراراً السماح له بالخروج، وستكون الجلسة التالية في 12 أكتوبر ، ويواجه راعي الكنيسة عقوبة بلسجن لمدة 35 سنة في حالة إدانته.

وهو متهم بالتصرف نيابة عن جماعتين تعتبرهما تركيا منظمات إرهابي، وهي الحركة التي يقودها الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، وتدعي أنقرة أنه كان وراء محاولة الانقلاب في عام 2016،  وحزب العمال الكردستاني المحظور 

وتري الوكالة ان الخلاف حول برونسون هو مجرد واحد من عدد من النزاعات التي دفنت أي أمل لتحسن العلاقات تحت رئاسة ترامب.

وتختلف أنقرة وواشنطن حول الدعم الأمريكي لميليشيا كردية في سوريا والولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن تعاون تركيا المتنامي مع روسيا واتفاقها لشراء أنظمة دفاع جوي روسية.

وهناك أيضا موظفان تركيان في القنصليات الأمريكية في تركيا ، وهما الآن في السجن بتهم الإرهاب ، وآخر قيد الإقامة الجبرية ، في حين أن العديد من الأمريكيين قد وقعوا في حملة القمع التي أعقبت الانقلاب الفاشل.

تركيا غاضبة في الوقت نفسه من الولايات المتحدة لرفضها تسليم غولن ، الذي يعيش في ريف ولاية بنسلفانيا ، لمواجهة المحاكمة بسبب محاولة الانقلاب.

وأضافت الوكالة أن العقوبات أثرت علي السواق المالية بالليرة التركية لتصل  قيمة الدولار الواحد بخمسة ليرات تركية وهي المرة الأولي في التاريخ، اي خسرت العملية 4% مقابل الدولار في الأسبوع الماضي.