الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

المتحدث العسكري: دمرنا البنية التحتية للإرهاب (حوار)

الرئيس نيوز

أكد العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أن العملية الشاملة سيناء 2018 نجحت في تدمير البنية التحتية للعناصر الإرهابية من الأوكار والخنادق والأنفاق ومخازن الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، والاحتياجات الإدارية والمراكز الإعلامية ومراكز الإرسال وضبط أعداد كبيرة من العربات والدراجات النارية وكميات كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة والذخائر والقنابل والألغام والصواريخ.

قال المتحدث العسكري، في حوار مع مجلة "الأهرام العربي"، إن العملية الشاملة سيناء 2018، أسفرت عن القضاء على أكثر من (321) فردا إرهابيا وضبط وتدمير أكثر من (1000) عبوة ناسفة ونحو (548) عربة و(881) دراجة نارية و(419) مزرعة للنباتات المخدرة و(94.5) طن من المواد المخدرة و(17.5) مليون قرص مخدر، فضلًا عن اكتشاف وتدمير أكثر من (11) فتحة نفق على الشريط الحدودي بشمال سيناء.

وأشار إلى أن الشرطة المدنية قامت بفرض السيطرة وإعادة الحياة إلى طبيعتها بمناطق العمليات بعد تفتيشها وتطهيرها بواسطة القوات والتأكد من خلوها من العناصر الإرهابية.

أضاف أن العملية ما زالت تحقق أعلى درجات النجاح والتقدم بفضل جهود رجال القوات المسلحة والشرطة، الذين أخذوا على عاتقهم التخلص من الإرهاب الأسود، وقد نجحت العملية في إجهاض مخططات التنظيمات الإرهابية بجعل سيناء بؤرة إرهابية جديدة للعناصر الهاربة من مناطق الصراعات المسلحة بالمنطقة.

وأوضح أن العملية حققت عدة أهداف منها استهداف قيادات التنظيم الإرهابي بشمال ووسط سيناء، وتدمير جميع البؤر الإرهابية المكتشفة والقضاء والقبض على أعداد كبيرة من العناصر التكفيرية والإجرامية والمطلوبة جنائيًا أو المشتبه في دعمهم للعناصر التكفيرية.

وأشار إلى أن العملية نجحت أيضا في تأمين الانتخابات الرئاسية وامتحانات الثانوية العامة بشمال سيناء وعودة الطلبة إلى جامعة العريش، وتأمين وصول الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الطازجة ومنتجات الألبان للأهالي وجميع الاحتياجات الإدارية الأخرى، فضلًا عن تأمين انتقال الأهالي من وإلى سيناء، وقطع طرق الإمداد للعناصر الإرهابية وإجهاض أي محاولات لتهريب الأسلحة والذخائر وانتقال العناصر الإرهابية إلى المحافظات الأخرى.

وأضاف المتحدث العسكري أن العملية الشاملة نجحت في اكتشاف وتدمير وضبط أعداد كبيرة من العربات المحملة بالأسلحة والذخائر وكميات كبيرة من المواد المخدرة، كما تم ضبط أعداد كبيرة من الأفراد أثناء محاولات التسلل والهجرة غير الشرعية من وإلى البلاد، بالإضافة إلى ملاحقة العناصر العاملة في مجال التهريب وزراعة المواد المخدرة والتنقيب عن الذهب التي تستخدم في تمويل الإرهاب والتطرف.

وحول الأهداف الرئيسيـة للعمليـة الشاملة سيناء 2018 قال إن أهداف العملية هي تطهير المناطق بشمال ووسط سيناء من العناصر والتنظيمات التكفيرية، وملاحقة البؤر الإرهابية بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، ومنعها من التواصل مع العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء أو التأثير على الأمن الداخلي بمحافظات الدلتا، وتعزيز قدرات التأمين الشامل للحدود الخارجية للدولة على جميع الاتجاهات الإستراتيجية ومجابهة عمليات التسلل والتهريب للأسلحة والمخدرات التي تهدد أمن واستقرار الجبهة الداخلية، ومواصلة تأمين الأهداف الحيوية والإستراتيجية بالدولة.

وبشأن زيادة الفترة الزمنية المخططة للعملية، قال العقيد تامر الرفاعي إنه نظرًا لطبيعة تطورات الموقف على الأرض، فقد واجهت القوات العديد من التحديات والمخاطر بكل بسالة وإقدام، مع الإصرار على عدم ترك المدن أو القرى التي يتم تطهيرها إلا بعد القضاء نهائيًا على العناصر الإرهابية، وتدمير البنية التحتية لهم وتسليمها للشرطة المدنية، لفرض الاستقرار وإعادة الحياة لطبيعتها.

وردا على سؤال عما إذا كانت الجماعات الإرهابية بسيناء مدعومة من جهات خارجية، أشار إلى وجود دعم خارجي لتلك الجماعات من جهات خارجية سواء بالتمويل أم بالدعم اللوجيستي أو المعلوماتي، التي تهدف في مجملها لزعزعة أمن واستقرار البلاد، ولذلك لم تقتصر خطة المجابهة الشاملة للعناصر والتنظيمات الإرهابية والإجرامية بشمال ووسط سيناء فقط، ولكن امتدت لتشمل تأمين جميع الاتجاهات الإستراتيجية.

وأكد المتحدث العسكري أنه رغم الدعم الخارجي للعناصر الإرهابية إلا أن هناك تراجعا كبيرا في أعدادها بسيناء بعد الضربات الناجحة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في المواجهة الشاملة للإرهاب، ونلاحظ من خلال بيانات القوات المسلحة أن أعداد العناصر التكفيرية التي يتم القضاء عليها يتراجع يومًا بعد يوم، وأن قدرتهم على تنفيذ العمليات الإرهابية قد تقلصت إلى حد كبير، وتحولت باقي العناصر الإرهابية من حالاتها النشطة إلى خلايا نائمة، وتقوم القوات المسلحة باستهداف تلك العناصر بعد التأكد من مناطق تجمعها أو حين محاولتها استعادة نشاطها لتنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات أو المدنيين.

وفيما يتعلق بالاحتياطات التي اتخذتها القوات المسلحة للحفاظ على أرواح المدنيين خلال العملية، قال إن القوات المسلحة تلتزم بالحفاظ على القواعد والضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في جميع المناطق التي تشهد عمليات أمنية مع الالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعمول بها دوليًا بذات الشأن، وهذا بالإضافة طبعًا إلى قيام القوات المسلحة بالتنسيق مع جميع مؤسسات الدولة لتوفير المواد الغذائية والتموينية والخدمات الصحية والاجتماعية للسكان المحليين.

وأشار إلى أنه تم الإفراج عن عدد من المشتبه بهم بعد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيالهم وثبوت عدم تورطهم في أي قضايا، مع تسليمهم جميع متعلقاتهم الشخصية.

وعن طريقة تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، قال إن القوات القائمة على التأمين بالتعاون مع قوات حرس الحدود تقوم بتأمين حركة الملاحة بقناة السويس، وتشديد إجراءات التفتيش على المعابر والمعديات المؤدية إلى شبه جزيرة سيناء، لمنع تسلل انضمام أي عناصر قادمة من الوادي والدلتا لدعم الإرهاب في سيناء.

وبشأن الإجراءات التي يتم اتخاذها من أجل قطع مصادر إمدادات الجماعات الإرهابية في سيناء، أوضح المتحدث العسكري أن القوات المسلحة تقوم خلال العملية بتعزيز قدرات التأمين الشامل للحدود والسواحل المصرية على جميع الاتجاهات الإستراتيجية، لمنع أعمال التسلل والتهريب للأسلحة والذخائر وأى إمدادات إدارية أخرى للعناصر الإرهابية، فضلا عن استكمال إقامة المنطقة العازلة على الشريط الحدودي بشمال سيناء، وتدمير عدد كبير من الأنفاق بهذه المنطقة.

وفيما يتعلق بمدى الفائدة التي تعود على القوات المسلحة من المناورات والتدريبات المشتركة مع قوات بعض الدول الشقيقة والصديقة، قال المتحدث العسكري إن القوات المسلحة نفذت منذ بداية العملية الشاملة في 9 فبراير العام الجاري، (11) تدريبًا مشتركًا من ضمنها (7) تدريبات مشتركة مع دول أجنبية منها (4) تدريبات مع الجانب الفرنسي و(4) تدريبات مع دول (أمريكا - إسبانيا - بريطانيا - قبرص - اليونان)، و(3) تدريبات أخرى مع دول عربية ( السعودية - الإمارات - البحرين ).

وأوضح أن التدريب يهدف إلى تبادل الخبرات في مجالات تخطيط وتنظيم وتنفيذ الأنشطة التدريبية المختلفة، وصقل مهارات العناصر المشاركة وتنمية قدرتها على تنفيذ المهام التكتيكية النمطية وغير النمطية في مسارح العمليات المختلفة لتأمين الأهداف الحيوية ومواجهة التهديدات المحتملة، والتدريب على مكافحة الإرهاب، وذلك في ضوء تنامى علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والدول الصديقة والشقيقة.\

وعن كيفية التعامل مع الأخبار الكاذبة من جانب دعاة التطرف والفكر الظلامي، قال إن القوات المسلحة تلتزم بتوفير الشفافية والمصداقية في طرح جميع المعلومات وحقائق الموقف الأمني عن العمليات العسكرية للقوات المسلحة أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، والقوات المسلحة توفر معلومات بصفة مستمرة عن العملية الشاملة، وتم عقد (3) مؤتمرات صحفية وإصدار (25) بيانًا عن العملية، بالإضافة إلى وجود مراسلين من وسائل الإعلام في شمال ووسط سيناء لتغطية الأحداث، مع الحرص على التغطية المستمرة للأحداث والمواقف الطارئة أثناء سير العمليات وأى مستجدات في الموقف يتم الإعلان عنها فورًا.

وبشأن جهود التنمية في سيناء ودور القوات المسلحة، قال إنه طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية بسرعة البدء في أعمال التنمية بسيناء للارتقاء بالأوضاع الاجتماعية لأهالي سيناء، تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص باستكمال أعمال التطوير والتنمية على أرض سيناء، بإنشاء عدد كبير من المشروعات التنموية في جميع المجالات لخدمة أهالي سيناء، فقد تم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ (290) مشروعا بسيناء بتكلفة (175) مليار جنيه، تم الانتهاء من تنفيذ (134) مشروعا وجار تنفيذ (156) مشروعا.

وأوضح أنه من أبرز المشروعات القومية التي تخدم التنمية في سيناء: مشروع أنفاق قناة السويس– مزارع سمكية – بحيرة صناعية – منطقة صناعية فى بورسعيد – تنفيذ مطار البردويل الدولي، وتنفيذ طريقين بطول (40) كيلومترا وجار إنشاء وتطوير (8) طرق، بإجمالى أطوال نحو (1300) كم، وتكليف الهيئة الهندسية بإنشاء نحو (81000) وحدة سكنية و(2421) بيتا بدويا، والانتهاء من (1200) وحدة سكنية المرحلة الأولى بإسكان المساعيد، إضافة إلى الانتهاء من (6972) وحدة سكنية بجنوب سيناء، وأيضا الانتهاء من (12266) وحدة سكنية المرحلة الأولى بمدينة الإسماعيلية الجديدة.

أشار إلى أن مشروعات التنمية شملت أيضا (26) تجمعا تنمويا بمحافظتي شمال وجنوب سيناء، و(18) تجمع سكنيا زراعيا و(8) تجمعات لقرى الصيادين بمنطقة بحيرة البردويل، وجاري تنفيذ (15) مستشفى ووحدة صحية، وتم الانتهاء أيضا من إنشاء وتطوير (9) مستشفيات ووحدات صحية، وجار إنشاء ورفع كفاءة 6 مستشفيات بالإضافة إلى مستشفى رفح المركزي ومستشفى بغداد ورمانة والجفجافة، وتم التكليف بتنفيذ وتطوير (53) مدرسة وجامعة ومعهدا وإدارة تعليمية.

أضاف المتحدث أنه تم الانتهاء من تنفيذ (45) مشروعا في مجال التنمية الصناعية، منها الانتهاء من إنشاء خطى الإنتاج الثالث والرابع من مصنع أسمنت العريش بطاقة إنتاجية (3.7) مليون طن سنويًا، وجار تنفيذ مجمع مصانع الرخام بالجفجافة، وفي مجال الزراعة واستصلاح الأراضي، تم التكليف بتنفيذ (5) مشروعات، كما تم الانتهاء من مشروع البنية الأساسية من "روافع – شبكات رى – طرق – استصلاح وزراعة 13680 فدانا ببئر العبد "، إضافة إلى الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع سحارة سرابيوم، والانتهاء من 70 % من الأعمال بسحارة المحسمة.

وعن مشروعات التنمية في مجال الإمداد بالمياه بسيناء، أوضح أنه تم التكليف بتنفيذ (54) مشروعا، تم الانتهاء من تنفيذ (23) مشروعا منها " محطة تحلية مياه البحر بسهل القاع بالطور - محطة تحلية مياه البحر بطابا - محطة تحلية مياه البحر برأس ملعب "، وجار تنفيذ (31) مشروعًا، وفي مجال الصرف الصحي، تم الانتهاء من تنفيذ وتطوير وتوسعات استكمال خطوط الصرف الصحي لمدينة الطور، وجار تنفيذ مشروعات الصرف الصحي المتكامل بمدن محافظة شمال سيناء (بئر العبد - الشيخ زويد - نخل - الحسنة)، وفي مجال الإمداد بالكهرباء، قال المتحدث العسكري إنه تم الانتهاء من رفع كفاءة شبكة الكهرباء بمدن الطور أبو رديس نويبع دهب طابا رفح خصوصًا في منطقة خط الحدود الدولية، والانتهاء من رفع كفاءة شبكات خطوط الكهرباء لتغذية محطات الصرف الصحى بمدن رفح الشيخ زويد العريش.

وفي مجال الثقافة والرياضة والترفيه والاجتماعي، قال إنه مخطط تنفيذ (38) مشروعا، تم الانتهاء من (7) مشروعات منها، مقر الجهاز الوطني لتنمية شبه جزيرة سيناء بالعريش - نادى الفيروز بالإسماعيلية الجديدة - المدينة الشبابية الدولية بشرم الشيخ - الصالة الرياضية المغطاة بالعريش - مسجد الصحابة بشرم الشيخ - فندق سويس إن بالعريش، وجار تنفيذ باقي المشروعات.

وحول المشروعات المخطط تنفيذها خلال الفترة المقبلة، قال إنه تم تخصيص اعتمادات مالية لتطوير ورفع كفاءة مطار العريش مطار شرم الشيخ، وإنشاء (8) قرى للصيادين ببئر العبد، وإنشاء مرسى للصيادين برمانة، وإنشاء وتطوير (7) طرق بإجمالي أطوال (436) كم، وتشييد المنطقة الاستثمارية الصناعية للرخام والزجاج بمنطقة وسط سيناء.