الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

درعا في قبضة الجيش.. "الأسد" ينتصر

الرئيس نيوز

انطفأت شعلة الانتفاضة السورية بعد 7 سنوات من تحولها لحرب شاملة، واستسلمت درعا مهد الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الأسد، للجيش.

وبحسب صحيفة "ذا انتربريتر" التابعة لمعهد "لوي" الأسترالي، فإن الفضل يعود لروسيا لسيطرة الأسد على درعا، فمنذ التدخل الروسي بجانب النظام وحقق زخم عسكري كبير بانتصارات على المعارضة وإعادة سيطرة الأسد على مناطق المعارضة مرة أخرى.

ولم يقتصر دور روسيا على مساندة الأسد في حملات عسكرية فقط وإنما أيضا قامت بدور التفاوض مع كل انتصار يحققه، والسيطرة على درعا ليس نصرا رمزيا فقط وإنما له منافع اقتصادية للنظام الذي يعاني من ضائقة مالية، ومنافع أيضا للبنان والأردن بعد عودة معبر نصيب للسيطرة، ومن المحتمل إحياء التجارة من جديد وربما ستكون هذه المنطقة منطقة للتجارة الحرة الأردنية السورية التي كانت موجودة من قبل.

ويشير سقوط درعا إلى عدم وجود أمريكي أو دور لإدارة الرئيس دونالد ترامب في سوريا، رغم أن درعا كانت ذات يوم جزءًا من منطقة التصعيد الجنوبية المتفاوض عليها بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن في 2017، وأكد علي ذلك في اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب في نوفمبر.

 

وفي الشهر الماضي، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية من اتخاذ تدابير حازمة ومناسبة ضد الأسد إذا تم انتهاك منطقة التصعيد الجنوبية، وقال السفيرة الأمريكي لدى الأمم المتحدة نيكي هالي في وقت لاحق "روسيا ستتحمل في النهاية المسؤولية عن أي تصعيد آخر"، غير أن تقارير لاحقة في الصحافة الرئيسية زعمت أن واشنطن أشارت لقادة المتمردين في الجنوب إلى أن امريكا لن تتدخل عسكريا في صنع اي قرار.

وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا مازال لديها وجود في شرق سوريا حيث تعمل قات التحالف الذي تقوده واشنطن في القضاء علي بقايا تنظيم داعش، ورغم كل المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للأكراد والقوى القبلية العربية في الشرق، فإن السوريين الشرقيين ودمشق يعلمان أن سوريا ليست الأولوية رقم واحد لإدارة ترامب، وسهولة سيطرت الأسد علي درعا دليلاً عيل ذلك.

واوضحت الصحيفة أن أمام الأسد العديد من التحديات قبل أن يتمكن من البدء في التفكير في تحقيق هدفه المعلن المتمثل في إعادة السيطرة على كل الأراضي السورية، قد يكون أولها الاستفادة من فوزه الأخير في درعا والاستمرار في القنيطرة المجاورة ، على الرغم من أن المشكلة هنا لا تكمن في تحسين العلاقة مع المعارضة ،وانما يجب أن يقوم بإعادة سيطرته علي الأراضي بطريقة لا تجعل إسرائيل ان تشعر انه يهدد مصالحها.

وكان دائما الخط الأحمر لإسرائيل هو وجود مليشيات مدعومة من إيران مثل حزب الله وتواجدها في القنيطرة، وترفض إسرائيل تماما أي تواجد إيراني في سوريا والصعوبة دائما أمام روسيا كانت أن تضمن عدم وجود غيراني علي الأراضي السورية وجرت محادثات لأشهر بين روسيا وإسرائيل لضمان ذلك.

ولفتت الصحيفة إلي ان الأسد قال مؤخراً في مقابلة تلفزيونية أن باب المفاوضات مفتوح مع الأكراد السوريين ولكن تركيا تسيطر بالفعل علي مناطق للأكراد في سوريا لتأمين الجانب الجنوبي لها من اي وجود كردي مسلح، وتأمل تركيا بإعادة اللاجئين السوريين من أراضيها إلي الأراضي السورية  التي سيطرت عليها، وتأمل تركيا أيضاً في وضع حد للجماعات الجهادية في أدلب وربما يكون ذلك من خلال ضمان وجود مراكز مراقبة تركية وروسية وإيرانية علي الأراضي السورية.

 

وأضافت الصحيفة أن كلما استعادت دمشق سيطرتها علي الأراضي وقل اهتمام واشنطن بالتدخل، كلما زاد احتمال تدخل السياسة الواقعية في اعتبارات الفصائل السياسية السورية وسيتعيم علي الأكراد السوريين في نهاية المطاف عقد اتفاق مع دمشق  ويغادر الأمريكيين في نهاية المطاف سوريا، وقد أوضحت الولايات المتحدة كثيرا أن وجودها في سوريا مؤقت.