السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مصر تتطلع إلى تعزيز السياحة للخروج من الأزمات

الرئيس نيوز

تضع مصر، التي عانت من تداعيات جائحة كوفيد -19 ثم تداعيات الحرب في أوكرانيا، رهاناتها على النمو السياحي السريع كوسيلة للخروج من الأزمات.

وذكر تقرير لوكالة أنباء أمريكا اللاتينية "لا برنسا لاتينا" أنه لا يمكن إنكار الضربة المزدوجة التي وجهت لقطاع السياحة، ولكن السلطات السياحية واثقة تمامًا من أن مصر لديها القدرة على زيادة حصتها من السوق، وتعتبرها وسيلة لتعويض أزمة التضخم المستمرة، ولا تزال السياحة تمثل أقل من الحصة العادلة المحتملة من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، وبسبب عجز الحساب الجاري في البلاد، تلعب السياحة دورًا مهمًا في صنع السياسات الاقتصادية.

ووضعت نصب عينيها تعزيز القطاع بنسبة 25-30٪ كل عام بحلول عام 2028، سواء من حيث الحجم - من عدد مقاعد الطائرة القادمة من القاهرة للفنادق والإيرادات، وتوقعت الوكالة أن ما سنراه من أداء لقطاع السياحة في عام 2023 هو مؤشر على نجاح تلك الاستراتيجية، ولم تسلم مصر من التوقف الصارخ للسياحة الذي شهدته أوقات الجائحة ودعوات البقاء في المنزل وإلغاء ملايين رحلات الطيران خلال الوباء ولكنها بدأت تتعافى مؤقتًا ووصل عدد زوار مصر إلى 13 مليون شخص في عام 2019، أي العام الذي سبق تفشي الوباء ولكن في العام التالي، تراجعت هذه الأرقام إلى 3.7 مليون قبل أن تنتعش إلى 8 ملايين في عام 2021 ثم 4.9 مليون في النصف الأول من عام 2022، وفقًا للجهاز المركزي للمحاسبات.

وبغض النظر عن الجائحة، هناك طبقة وسطى عالمية متزايدة وطلب على السفر حول العالم وبلغت حصة مصر في سوق السفر العالمية حوالي 1٪ في العام السابق لكوفيد.

وأضاف التقرير: "هناك مجال كبير لمصر لمواصلة كسب حصتها العادلة في السوق، والتي يعتقد أنها مضاعفات تلك الحصة السوقية في عام 2019"، ولكن ما أن بدأت مصر في استعادة صناعة السياحة التي كانت شبه مشلولة بسبب الوباء، فقد واجهت تحديًا جديدًا بعد أن قلب الصراع في أوكرانيا الأوضاع الجيوسياسية الأوروبية رأسًا على عقب وبالنسبة لمصر، أدى اندلاع الحرب في فبراير 2022 إلى ظهور تحدٍ متعدد الأوجه.

أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وفي الوقت نفسه ضرب سوق السياحة الدولية المهمة وخاصة السياحة القادمة من أوروبا الشرقية وفي عام 2021، كان الأوروبيون الشرقيون يمثلون ما يزيد قليلًا عن نصف السياح الدوليين في مصر، ولكن انخفاض السياح لم يقتصر على الأوكرانيين فقط، بل الروس أيضًا، والسياح القادمين من بيلاروسيا، ومن بولندا وتأثرت القارة بأكملها بالطبع وما زالت تتأثر بارتفاع أسعار الوقود والزيادة الهائلة في الكهرباء والتدفئة ولا يخفى على أحد أن الاقتصاد الكلي في دول الاتحاد الأوروبي يعاني من أزمات أبرزها أزمة الوقود والطاقة، وقد لجأت الكثير من الشركات الأوروبية إما لخفض إنتاجها أو لتسريح عدد من موظفيها تحت وطأة الظروف الاقتصادية الصعوبة ودخول دول كبرى في تباطؤ اقتصادي بل وأحيانًا ركود.

ومع ذلك، احتفظت مصر بقدر من الحظ الجيد، مع درجات الحرارة والظروف المناخية الدافئة، ويمكنها في الواقع أن تكون منزلًا بديلًا لأولئك الذين يرغبون في قضاء شتاء أقل تكلفة وهذا هو المكان الذي تتموضع فيه مصر الآن"، ومن أجل تعويض الانخفاض في عدد السياح من أوروبا الشرقية، كان على مصر تنويع جمهورها المستهدف، والذي زاد في بعض الحالات ثلاثة أضعاف، فعلى سبيل المثال، هناك السوق الإسبانية، التي نمت بالفعل أكثر من أربع أضعاف في عام 2022 مقارنة بعام 2021.