الجمعة 01 نوفمبر 2024 الموافق 29 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مخاوف من تحول الاهتمام بطاقة الهيدروجين إلى نوع من الاستعمار الأخضر

الرئيس نيوز

تسود العالم موجة تفاؤل لافتة في أعقاب انتهاء مؤتمر الأطراف السابع والعشرون في مصر الذي بدا لعدة أيام على وشك أن ينتهي بالفشل، ليختتم أعماله بإنجاز تاريخي متمثلًا في اتفاق على الإجراءات التي طال انتظارها بشأن تعويض الخسائر والأضرار للدول النامية، ورغم التفاؤل واسع النطاق، لا يمكن اعتبار القمة انتصارًا كاملًا؛ فقد كان هناك شعور واضح بخيبة الأمل لأن عام آخر جاء وذهب ولا تزال استثمارات يبلغ إجماليها 100 مليار دولار لم يتم الوفاء به، ولا تزال المراوغة عنوانًا رئيسيًا لسلوك الدول المتقدمة، كما أن الالتزامات بشأن خفض درجة حرارة الكوكب بمقدار 1.5 درجة مئوية لم يتم الدفاع عنها بقوة ولكن لابد من الاعتراف بأن القمة شهدت تقدمًا كافيًا، يدعم التفاؤل.

ووفقًا لتقرير صحيفة "يوروأوبزيرفر"، كان أحد التطورات الملحوظة بشكل خاص، والذي ساهم في نجاح "التعويضات المناخية" كان شعورًا حقيقيًا بأن الحكومات غير الغربية تقود الآن جدول أعمال ملف تغير المناخ بقوة وتأثير، في حين أن بعض دول العالم الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ وجدت وسيلة لتوصيل صوتها للعالم على المسرح العالمي، فإن نشاطها ليس شيئًا جديدًا.

ومع ذلك، فإن ما كان لافتًا بشكل خاص هو المشاركة المتزايدة للاقتصادات الناشئة غير الغربية، والتي يعاني العديد منها من انبعاثات كبيرة وهذه الدول تتعهد بالتزامات رائعة لتحسين وضعها البيئي والمناخي، بينما تحث الآخرين على أن يحذوا حذوها.

وتابع التقرير: "لديك المكسيك، على سبيل المثال، ثاني أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أمريكا اللاتينية وقد زادت مؤخرًا من اعتمادها على طاقة الفحم. ومع ذلك، فقد أعلنت في COP27 أنها رفعت هدفها لخفض انبعاثاتها من 22 في المائة إلى 35 في المائة، وبالمثل، فإن جنوب إفريقيا، التي تصنف شركتها الوطنية للكهرباء كأكبر ملوث في إفريقيا، قد حققت تحسينات كبيرة. 

تُبذل جهود لإزالة الكربون من شبكة الكهرباء وإغلاق محطات توليد الكهرباء القديمة التي تعمل بالفحم والإمارات التي تستضيف الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف العام المقبل والتي حضرت القمة بأكبر وفد بصفتها منتجًا رئيسيًا للنفط، ومع ذلك، استثمرت الإمارات بشكل كبير في التكنولوجيا الخضراء، بما في ذلك توقيع اتفاقية الطاقة النظيفة PACE مع الولايات المتحدة - والتي خصصت 100 مليار دولار لتسريع انتقال الطاقة في الاقتصادات الناشئة وأبرمت أبوظبي اتفاقيات الهيدروجين مع بريطانيا، ووافقت على بناء واحدة من أكبر مزارع الرياح في العالم في مصر، بل أصبح الشيخ محمد بن زايد، أول قائد خليجي يلتزم بصافي الصفر بحلول عام 2050، ولكن يبدو أن الواقع أكثر تعقيدًا، مع تردد قادة الدول الثلاث، مثل قادة الغرب، في التضحية بالكثير من التنمية الاقتصادية من أجل التصدي لتغير المناخ.   

وسلط موقع مرصد الأوروبي "كوربريت يورب أوبرفاتوري" الضوء على بعض المخاوف المتعلقة بالحماس اللافت لطاقة الهيدروجين، والغاز الطبيعي، كوقود "انتقالي" وحذر الدول الأفريقية من السماح لهذا الحماس بأن يتحول إلى نوع من الاستعمار الأخضر، حيث توجد جماعات ضغط تابعة لمنتجي الغاز، وسط عدد لا يحصى من الأحداث والصفقات التي أبرمت من قبل الشركات والحكومات، والعديد منها يركز على استخراج الموارد من أفريقيا.

وقد انتهز الاتحاد الأوروبي والشركات الأوروبية حضور قمة COP27 لتكثيف جهوده لقيادة السباق العالمي على الهيدروجين في أعقاب خطط المفوضية الأوروبية المنصوص عليها في خطة إنهاء الاعتماد على الغاز الروسي بعد غزو أوكرانيا، وتعويض نحو 20 مليون طن بحلول عام 2030 من الهيدروجين الأخضر (المصنوع من الطاقة المتجددة) من المتوقع أن تلبي منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط ما يصل إلى 80 في المائة من الواردات؛ وقد كشفت دراسة لخطط الهيدروجين المتجددة في شمال إفريقيا، بتكليف من مرصد أوروبا المشترك والمعهد عبر الوطني، أن هذه الأهداف غير واقعية إلى حد كبير من منظور التكلفة والطاقة.