الأحد 12 مايو 2024 الموافق 04 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تطورات تفجير جسر القرم.. موسكو تفتح تحقيقا وكييف تحتفي وتعدّها البداية

تفجير جسر القرم
تفجير جسر القرم

أدى انفجار على جسر استراتيجي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، إلى سقوط أجزاء من الطريق وتوجيه حركة المرور في اتجاه واحد، وقد نشر مسؤولون أوكرانيون رسائل احتفاء بالانفجار لكنهم لم يتبنّوا المسؤولية عنه، وفتحت موسكو تحقيقا في الحادثة.

وألحق الانفجار أضرارًا بالغة بالجسر، وقالت لجنة تحقيق روسية إنها «فتحت تحقيقًا جنائيًّا بشأن الحادث الذي وقع على جسر القرم»، موضحة أن الحادث وقع بعد «تفجير شاحنة».

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن بوتين أصدر تعليمات للحكومة بتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الحادث، ووعدت اللجنة بكشف «كل الأشخاص المرتبطين بهذه الجريمة» وفتحت تحقيقًا جنائيًّا.

ولم تعلق أوكرانيا على الحادث، لكن رئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية (أندريه إيرماك) نشر في تغريدة على -تويتر- رسمًا تعبيريًّا لجسر وسط سحب من الدخان.

مجرد بداية

ونشر ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني رسالة على تويتر قال فيها إن هذا الحادث مجرد «بداية»، لكنه لم يقل إن القوات الأوكرانية مسؤولة عن الانفجار.

وقال إنه «يجب تدمير كل شيء غير قانوني، ويجب إعادة كل ما سُرق إلى أوكرانيا، ويجب طرد الروس من كل منطقة احتلوها».

مارلين مونرو

أمّا رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني (أوليكسي دانيلوف) فقد نشر مقطع فيديو للجسر المحترق إلى جانب مقطع فيديو للممثلة الأمريكية الراحلة مارلين مونرو وهي تغني «عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس» وهو مقطع شهير.

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أتم عامه السبعين أمس الجمعة.

يشار إلى أن انفجار جسر القرم يشكل ضربة لروسيا تتمثل بتمكن القوات الأوكرانية من إلحاق أضرار ببنية تحتية حيوية وبعيدة عن الجبهة.

وتواجه روسيا سلسلة من الانتكاسات العسكرية منذ بداية سبتمبر إذ أُجبرت قواتها على التراجع في شمال شرق البلاد وجنوبها وخاصة في منطقة خيرسون المتاخمة لشبه جزيرة القرم التي أعلن بوتين ضمها.

وحمّل رئيس برلمان القرم المسؤولية عن استهدف الجسر للأوكرانيين، وقال: «المخربون الأوكرانيون تمكنوا من الوصول إلى جسر القرم بأيديهم الملطخة بالدماء».

وأضاف فلاديمير كونستانتينوف «لديهم الآن ما يفخرون به، خلال نشاطهم الاقتصادي على مدى 23 عامًا لم يبنوا شيئًا يستحق الاهتمام في شبه جزيرة القرم لكنهم الآن تمكنوا من إتلاف طريق الجسر الروسي».

وتؤكد روسيا أن الجسر آمن على الرغم من القتال في أوكرانيا لكنها هددت في الماضي كييف بالانتقام إذا هاجمت القوات الأوكرانية هذه البنية التحتية أو غيرها في شبه جزيرة القرم.

ووقعت انفجارات عدة في الأشهر الأخيرة في منشآت عسكرية روسية في شبه الجزيرة نتيجة عمليات أوكرانية على الأرجح، كما حدث عندما دمرت قاعدة عسكرية في أغسطس بسبب انفجار مستودع للذخيرة مما تسبب في رحيل السياح عن المنطقة.

جزيرة القرم

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، وافتتح الرئيس فلاديمير بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربطها بشبكة النقل الروسية، في احتفال كبير بعد ذلك بأربع سنوات.

ويمثل الجسر الآن طريق إمداد مهم للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا وهو ضروري لنقل الأشخاص والبضائع إلى شبه الجزيرة وكذلك إلى القوات المنتشرة في أوكرانيا.

وقالت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب، إن قسمين من الجسر البري انهارا جزئيًّا، لكن الممر المائي عبر مضيق كيرتش، الذي تنتقل من خلاله السفن بين البحر الأسود وبحر آزوف، لم يتضرر.

وقال سيرجي أكسيونوف الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم إن الجسر البري لا يزال سليمًا في اتجاه واحد لكن جرى تعليق حركة المرور في أثناء تقييم الأضرار، في حين أظهرت صور دخانًا كثيفًا يتصاعد من جزء من الجسر.

واعتمدت روسيا خلال غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، على الجسر بشكل أساسي لنقل المعدات والأسلحة والجنود إلى مناطق القتال في أوكرانيا.