الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

زراعة 2 مليون فدان في مصر.. حلول مطروحة لتعويض إمدادات القمح الأوكراني

الرئيس نيوز

سلطت صحيفة جلوبال تايمز الصينية الضوء على المرحلة الأولى التي تبدأ بزراعة نحو 250 ألف فدان إضافية بالقمح في مصر، مشيرة في تقرير نشرته أمس السبت إلى أن مصر تخطط لزراعة مليوني فدان إضافي من القمح في غضون عامين، لضمان الأمن الغذائي، خاصة بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي تستورد مصر منها غالبية استهلاكها من القمح، وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر نجحت حتى الآن في زراعة 250 ألف فدان إضافية من القمح، ستزداد إلى مليون فدان بحلول العام المقبل، ومليوني فدان في العام التالي.

ويأتي هذا المسعى في إطار جهود الحكومة لضمان الأمن الغذائي المصري، خاصة بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كما عقد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي اجتماعا لمجلس الوزراء أواخر فبراير لمناقشة الأزمة الروسية الأوكرانية المتصاعدة. وأكد أن الحكومة ستعمل على تنويع إمدادات القمح.

في 24 فبراير، شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عملية عسكرية ضد أوكرانيا ونتيجة لذلك، ارتفعت الأسعار العالمية للغاز والقمح بشكل ملحوظ وتعد مصر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، وتعتمد بشكل أساسي على كل من موسكو وكييف لتوريد احتياجاتها، وأشار مدبولي خلال اجتماع مجلس الوزراء إلى أن البلاد لديها احتياطيات كافية من القمح لمدة أربعة أشهر، وينتظر بدء موسم الزراعة المحلي الجديد في أبريل المقبل، مؤكدا أن الحكومة مستعدة للاستيراد من دول أخرى إذا لزم الأمر.

ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تعد مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم، ويأتي 80٪ من إمداداتها من روسيا وأوكرانيا وتستهلك مصر ما يصل إلى 21 مليون طن من القمح، يتم استيراد حوالي 13 مليون طن منها.

وتزرع مصر تزرع حاليًا أكبر مساحة من القمح في تاريخها تبلغ 3.6 مليون فدان، أي ما يعادل ثلث مساحة مصر الزراعية وبالتالي، سيزداد إنتاج المحاصيل ويتجاوز 10 ملايين طن، مما سيوفر حوالي 50 ٪ من احتياجات البلاد، وهي خطوة إلى الأمام من اجل خفض الاعتماد على القمح المستورد، وهناك 22 نوعًا من الأصناف عالية الإنتاج والمقاومة للأمراض تعمل على زيادة الإنتاجية ومتوسط الفدان ينتج ما بين 2700 و3000 كيلوجرام من القمح، وقد ساعد استخدام الصوامع الحديثة في تقليل الفاقد من مستويات تزيد عن 15٪.

ولكن من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، ستحتاج مصر إلى أكثر من 6 ملايين فدان، أي أكثر من نصف المساحة الزراعية للبلاد وتبدو هذه المهمة صعبة، لكن الخطة تعد خطوة إيجابية لضمان الأمن الغذائي في ضوء تحديات الحرب الروسية الأوكرانية، أو التغيرات المناخية، أو تفشي وباء كوفيد -19.

ويتوقع المراقبون أن تتسبب الحرب الروسية الأوكرانية في الإضرار بإمدادات القمح في مصر، ولكن حتى قبل الحرب فإن تغير المناخ والوباء "دفعا القاهرة للبحث عن حلول غير تقليدية"، بدءًا بالزراعة المحلية، ولا تزال الحكومة مطالبة برفع سعر شراء القمح من المزارعين لتحفيزهم على توريد كميات أكبر، وسيحتاج المزارعون إلى العمل من أجل التوسع الأفقي (زيادة المساحة المزروعة) والتوسع الرأسي (إنتاج المزيد من القمح من نفس مساحة الأرض، ولا يختلف اثنان على أن البحث عن الاكتفاء الذاتي في السلع الاستراتيجية، وخاصة القمح، مهم للغاية، لا سيما في ظل التطورات العالمية خاصة وأن عدد سكان مصر يتزايد باستمرار ومعه زيادة مضطردة في استهلاك القمح وتحتاج الدولة إلى رسم استراتيجية واضحة والبحث عن حلول غير تقليدية والاستفادة من الدول ذات التجارب الناجحة واللجوء إلى الابتكارات التكنولوجية لزيادة الأمن الغذائي.