أول تحرك رسمي من الحكومة اليمنية ضد جورج قرداحي بعد مساندته للحوثيين
أصدر وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، اليوم الأربعاء، توجيهات إلى السفير اليمني في بيروت، بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار بشأن تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
وقال ابن مبارك، إن "هذه التصريحات تعد خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة".
وكان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، أثار ردود فعل دولية ومحلية بعد أن قال خلال استضافته في البرنامج التلفزيوني "برلمان الشعب" إن "أنصار الله تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات، وأنه لا مجال للمقارنة بين جهد حزب الله في تحرير الأرض اللبنانية، وبين دفاع الحوثيين عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي تقوم به السعودية والإمارات".
ومع تداول التصريح بكثافة على وسائل التواصل أشارت وسائل إعلام لبنانية بحسب ما أسمتها "مصادر سعودية" أن "لبنان أمام أزمة دبلوماسية حادة بسبب تصريحات قرداحي المسيئة للدول العربية"، فيما أعاد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري تغريدة تتحدث عن الأزمة الدبلوماسية وتغريدة أخرى عن "مطالبة العشائر العربية في لبنان بإقالة القرداحي أو استقالته".
ورد قرداحي، على هذه الضجة في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، قائلا إن هذه التصريحات كانت في مقابلة مع قناة الجزيرة في الخامس من شهر أغسطس الماضي، قبل شهر من تعيينه وزيرًا في حكومة الرئيس ميقاتي، مؤكدا أنه لم يقصد بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للسعودية أو الامارات اللتين يكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء.
وأضاف أن ما قاله بأن حرب اليمن أصبحت حربًا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة، معربا عن تمنياته بأن تكون الضجة التي أثيرت حول كلامه، سببًا في إيقاف هذه الحرب المؤذية، لليمن، ولكل من السعودية والامارات.
وصدر عن المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بيانا جاء فيه: "إن دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، يعلن تمسك لبنان بروابط الأخوة مع الدول العربية الشقيقة والمحددة بشكل واضح في البيان الوزاري للحكومة التي ينطق باسمها ويعبر عن سياستها وثوابتها رئيس الحكومة والحكومة مجتمعة".
وتابع البيان: "أما بخصوص كلام وزير الإعلام جورج قرداحي الذي يجري تداوله، والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع ، فهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي".
وتقود السعودية، منذ مارس 2015، تحالفا عسكريا من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة "أنصار الله"، أواخر 2014.
في المقابل، تنفذ جماعة "أنصار الله" هجمات بطائرات دون طيار، وصواريخ بالستية، وقوارب مفخخة تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة.