الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

صالات جاليري غربية تعيد التفكير في أخلاقيات عرض المومياوات المصرية

الرئيس نيوز

في عام 1823، استعد كبير الجراحين في مستشفى ماساتشوستس العام، جون وارن، لتشريح جثة عمرها 2500 عام. اعتقد وارن أن فحص المومياء المصرية من شأنه أن يعزز المعرفة بطريقة نظر القدماء للموت ومراسم الدفن. بدأ بعناية في قطع الكتان القديم، ثم توقف. لقد كشف عن رأس أسود ولكنه محفوظ بشكل رائع: عظام ووجنتان مرتفعتان، وخصلات من الشعر البني، وأسنان بيضاء متلألئة. كما روى وارين لاحقًا، كان هذا إنسانًا يمشي ويسير في الأرض والأسواق وربما كان ملكًا أو وزيرًا ذا شأن في يوم من الأيام، و "لعدم رغبته في إزعاجه أكثر من ذلك"، توقف وارن عند هذا الحد.
وفي أكتوبر الماضي، فتح علماء الآثار المصريون أول مخبأ يضم 59 مومياء تم اكتشافها مؤخرًا ليراها العالم بأسره، وتناقلت وكالات الأنباء صورًا لجثة ملفوفة تمامًا. انتشر مقطع الفيديو للحدث، وتبعه رد على تويتر: "حتى في حالة الموت، لا يمكن للإنسان الهروب من التطفل، كتبه أحد المستخدمين في تغريدة حصدت ما يقرب من ربع مليون إعجاب.
وسلطت مجلة أطلس أوبسكورا الضوء على حالة الجدل الدائر حول أخلاقيات عرض المومياوات بصالات المتاحف، وتعالت أصوات مؤخرًا معتبرة ذلك العرض أمرًا غير لائق أو فظيع، في حين ينظر آخون إلى عرضها كمساهمة نبيلة في العلم والتعليم، ما يشير بشكل متزايد إلى معضلة أخلاقية مستمرة للمتاحف والخبراء الذين يدرسون المومياوات. وتحول الموضوع إلى أحد الزويا النقاشية بالمنتديات الأكاديمية والأوراق العلمية، لكن دلالاته حقيقية، سواء في مصر أو في الخارج. قالت باميلا هاتشفيلد، الرئيسة السابقة للمعهد الأمريكي للحفظ، وهي جمعية مهنية لرعاية الفن، "إنه موضوع جدل كبير في مجالنا في الوقت الحالي".
في أبريل، شاهد المتفرجون نقل 22 مومياء إلى متحف الحضارة الجديد في عرض أسطوري كانت شوارع القاهرة مسرحًا له. وحسب أحد التقديرات، تعرض 350 مؤسسة على الأقل حول العالم المومياوات المصرية، وقد جعل الافتتان الدائم بالمملكة المصرية القديمة هذه العروض عامل جذب حيوي للمتاحف، تاركًا للعلماء والقيمين على المعارض أن يتطرقوا لأسئلة محفوفة بالمخاطر وأهمها هل يجب عرض المومياوات أم تكها ترقد بسلام في أكفانها؟
من بين المتاحف الأمريكية التي أعادت النظر في كيفية عرض المومياوات في السنوات الأخيرة، متحف مدرسة رود آيلاند للتصميم في بروفيدنس. كان لدى المتحف كاهن محنط يبلغ من العمر 2100 عام يدعى نسمين مقيمًا منذ عام 1938. كان ملقىً ملفوفًا بجوار نعشه، وقد نجح في رحلات ميدانية إلى الصف السادس. ولكن في أبريل 2014، تم نقله إلى قاعة مركزية أكثر وضوحًا وسرعان ما أصبح محور نقاش حول كيفية التعامل مع هذا التاريخ.
بعد تفكير طويل، رفع موظفو المتحف نسمين برفق إلى نعشه في أغسطس 2018. ثم أغلقوا الغطاء، وأعادوا المومياء إلى الظلام الأبدي.  
يقول المدافعون عن إزالة المومياوات من المعارض إن شخصيات المومياوات لم توافق على عرض أجسادهم على الملأ، وأن الاحترام الثقافي يتطلب إبعادهم عن الأنظار. ويجادل خبراء آخرون بأن المصريين القدماء اعتنقوا اتحاد الموت والحياة، وأن الموتى تم تحنيطهم لإعطاء الروح جسداً، وبالتالي كانوا يرحبون ببعض التفاعل الحديث مع الأحياء.