بلومبيرج: الحرب الأهلية تضعف موقف إثيوبيا في ملف سد النهضة
نقلت وكالة بلومبيرج عن مسؤول سوداني رفيع المستوى قوله إن مذابح الحرب الأهلية في إثيوبيا تجعل حكامها أقل رغبة في تسوية النزاع مع السودان ومصر بشأن الملء الوشيك للسد المثير للجدل على النيل الأزرق، حيث تحث حكومته الأمم المتحدة رغبة في إصدار قرار أممي لمنع أي تحرك إثيوبي أحادي الجانب.
وقال ياسر عباس، وزير الري السوداني، إنه مع تورط إثيوبيا في صراع دام ثمانية أشهر في منطقة تيجراي، الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات أمريكية وباتت البلاد تواجه شبح المجاعة، تتخذ السلطات في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي موقفًا أكثر صرامة في السياسة الخارجية لتعزيز جبهتها الداخلية دون جدوى.
وشبه الوزير السوداني رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، المتوقع على نطاق واسع أن يفوز في الانتخابات الوطنية، بالديكتاتور السوداني المخلوع عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لدوره في الإبادة الجماعية خلال الصراع المستمر منذ فترة طويلة في منطقة دارفور بغرب السودان.
وقال عباس في مقابلة بالعاصمة الخرطوم "أعتقد أن أبي أحمد يكرر نفس الأخطاء؛ فكيف تفترض أنك على حق دائمًا ويخبرك العالم كله بالعكس، ويصرخ العالم الحر: من فضلك لا تقتل شعبك. نرجوك أن تتفاوض مع جيرانك بشأن السد الخاص بك".
ولفت الوزير السوداني إلى إن الثقة بين إثيوبيا والسودان في أدنى مستوياتها على الإطلاق. وأحال متحدث باسم أبي الأسئلة إلى وزارة الموارد المائية الإثيوبية، التي لم ترد على طلبات التعليق. وقالت إثيوبيا في وقت سابق إنها بذلت كل ما في وسعها لمعالجة المخاوف المصرية والسودانية بشأن المشروع الذي يمثل مفتاح تنميتها الاقتصادية.
وتأتي هذه التصريحات مع تصاعد التوترات بشأن سد النهضة الإثيوبي. حصلت مصر والسودان الأسبوع الماضي على دعم جامعة الدول العربية في دعوتها لتدخل الأمم المتحدة لتأمين اتفاق ملزم يحمي تدفقات المياه عندما تبدأ إثيوبيا المرحلة الثانية لملء خزان مشروع الطاقة الكهرومائية في يوليو.
من جهتها؛ حذرت مصر من وقوع كارثة في المنطقة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ملزم، وقالت القاهرة والخرطوم إن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الانضمام إلى المفاوضات. قال وزير الخارجية السوداني في مقابلة تلفزيونية يوم الأحد إن على الأمم المتحدة أن تدرس فرض عقوبات على إثيوبيا.
وتصر إثيوبيا على أن المحادثات التي يتوسط فيها الاتحاد الأفريقي، والتي توقفت في أبريل وليس لها موعد جديد للانعقاد، هي المسار الشرعي.
وقال عباس "يريدون إثيوبيا أن تصبح قوة مهيمنة" في المنطقة. تمت تسوية حوالي 90٪ من الخلاف حول سد النهضة، لكن "الضرر السياسي للقضية الآن يجعل الأمر معقدًا للغاية".
كما أن السودان وإثيوبيا على خلاف حول الفشقة، وهي منطقة حدودية متنازع عليها من الأراضي الزراعية الخصبة شهدت مؤخرًا اشتباكات دامية بين الجيش السوداني والميليشيات الإثيوبية. وقال عباس إن إثيوبيا تستخدم النزاع الحدودي كوسيلة ضغط في مواجهة موقفها المتعنت بشأن السد.
وقال عباس إن الخرطوم تتبع "القنوات الدبلوماسية والسياسية وكذلك القنوات القانونية"، بما في ذلك التحضير لرفع قضية قانونية محتملة ضد إثيوبيا قد يحيلونها إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وقال عباس "إذا توفرت الإرادة السياسية يمكنك الحصول على اتفاق ملزم في غضون يوم واحد، ولكن لدينا شعور بأن إثيوبيا لا تريد التوصل إلى اتفاق".